تظاهر المئات من المواطنين عقب صلاة الجمعة في ميدان الحسين وأمام المنصة بمدينة نصر لتأييد المجلس العسكري مؤكدين رفضهم لتأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها خلال الشهور القليلة المقبلة وتأتي تلك المظاهرات تزامناً مع المظاهرات بميدان التحرير التي أطلق عليها جمعة الغضب الثانية . وقد قام المتجمعون داخل الميدان بنصب أكثر من إذاعة داخلية لمتابعة "جمعة الغضب الثانية" حيث تم نصب الإذاعة الرئيسية في مكانها المعتاد أمام مبنى الجامعة الأمريكية بينما تم نصب إذاعة أخرى بالمواجهة لمجمع التحرير في حين تم نصب الإذاعة الثالثة داخل الميدان بأول شارع قصر النيل وبدأت الإذاعات الثلاثة في بث الأغاني الوطنية القديمة والحديثة والتي ألهبت حماس كل من في الميدان. وقام المحتشدون بميدان التحرير بوضع حواجز حديدية بأول شارع قصر النيل وآخر شارع قصر العينى أمام مبنى الجامعة الأمريكية وأمام مسجد عمر مكرم وأمام مبنى الجامعة العربية وأمام مبنى المتحف المصري وجميع الشوارع المؤدية للميدان للتأكد من عدم تسلل أي عناصر مخربة أو خارجة عن القانون إلى الميدان فيما انتشر الشباب على مداخل الميدان للتأكد من هوية الوافدين للمشاركة في جمعة اليوم وتفتيشهم للتأكد من عدم حملهم أي أسلحة أو آلات حادة. وقد خلا ميدان التحرير تماما من أي وجود عسكري أو شرطي وذلك بعد أن أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس الخميس عدم التواجد نهائيا في مناطق التظاهرات اليوم والاعتماد على شباب الثورة في تولى التنظيم والتأمين إحساسا منه بالمسئولية التاريخية نحو مصالح البلاد حيث سيقتصر دور القوات المسلحة على تأمين المنشآت المهمة والحيوية للتصدي لأي محاولات للعبث بأمن مصر. وطالب المجلس الأعلى بمراعاة الحيطة والحذر خاصة مع ما يتردد من احتمالات قيام عناصر مشبوهة بمحاولة تنفيذ أعمال تهدف إلى الوقيعة بين أبناء الشعب المصري وقواته المسلحة كما قرر المجلس عدم استخدام القوات المسلحة العنف ضد المتظاهرين أو إطلاق الرصاص تجاه أبناء الوطن الغالي موضحا في رسالة بصفحته على الفيسبوك أن حق التظاهر السلمي مكفول لأبناء هذا الشعب العظيم الذي أعاد كتابة تاريخ مصر الحديثة من خلال ثورته السلمية التي أبهرت العالم أجمع وأن القوات المسلحة المصرية من الشعب وله وحمايتها للثورة منذ انطلاقها كان إيمانا منها بهذا المبدأ.