رصد مرصد الحريات الإعلامية لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان بالتعاون مع شبكة مراقبون بلا حدود و شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان عدة ملاحظات على تناول وسائل الصحافة المصرية لأحداث الفتنة الطائفية بإمبابة و اعتصامات الأقباط امام ماسبيرو في الفترة من 8 مايو الى 15 مايو 2011 والتي شملت ارتفاع سقف الحرية الصحفية في المتابعة اليومية بكافة الصحف القومية و المستقلة في التغطية الصحفية لحادث الاعتداء على كنيستي ماري مينا و العذراء بإمبابة و افرادها لمساحات واسعة في الصفحات الأولى و الداخلية دون لجوء الصحف القومية الى التعميم و التعتيم وحجب المعلومات، و اختفاء الطريقة القديمة للتصريحات الصحفية المنسوبة لمصادر أمنية مسئولة أو مجهولة و التي ظلت تستخدمها في التناول الصحفى لحوادث الإرهاب و الفتنة الطائفية لسنوات طويلة و التي وضعت القارئ وقتها في حيرة شديدة لعدم قدرته على تفسير وتحديد المسئولين الذين يدلون بالتصريحات الامنية للصحف القومية ، وأسباب استخدامهم للغة حادة وواثقة عند مخاطبة الرأى العام . كما رصدت ارتباك أداء الصحف القومية ” الأهرام و الأخبار و الجمهورية و روزاليوسف ” في متابعة أحداث الفتنة بإمبابة خلال الأيام الأولى للحادث في تناولها لأحداث الاعتداء على الكنيستين و تفسيرأسبابها و تحديد المشتركين فيها بصورة محددة وذلك يرجع الى حداثة تغير السياسات التحريرية لها بعد مرورنحو 3 شهور على الثورة . وكذلك عدم لجوء الصحف القومية و المستقلة للتدقيق في المعلومات و توثيقها من عدة مصادر في أماكن الحادث و الجهات المسئولة و اعتمادها على سرد روايات الشهود التي احتوت على تضارب شديد في المعلومات . وأشار المرصد إلي أن الصحف القومية لم تهتم بتبني أجندة و طنية واضحة لتوعية المواطنين وشرح وسائل و طرق التغلب على مشكلة الفتنة الطائفية و تدعيم مبادئ المواطنة و تماسك المجتمع خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر وغلب عليها استخدام لغة الخطاب الإعلامي وليس السياسي . و لم تنجح الصحف القومية و المستقلة بقدر كبير في طرح معالجة صحفية قوية قادرة على محاربة المفاهيم الخاطئة المنتشرة داخل المجتمع عن المسيحيين و أداء دورواضح في تهيئة مناخ عام يقلل من حدة الاحتقان الطائفي و يتجاوز احداث إمبابة الخطيرة . و ساهمت الصحافة المصرية في إشاعة حالة من الخوف داخل المجتمع المصري دون قصد بسبب تغطيتها الواسعة للحادث و عدم شرحها بوضوح للمفاهيم التي يعتنقها السلفيين و الجماعات الدينية المتشددة . وإعتمدت الصحف القومية و المستقلة و الحزبية على التوسع في نشر ردود الأفعال للقيادات الفكرية و الدينية والتي غلبت عليها الأفكار التقليدية و اللغة العاطفية و ليست الواقعية التي تعترف بحجم المشكلة داخل المجتمع وتحرص على نشر قيم التعايش المشترك بين المصريين.