طرح الفنان سمير فؤاد في معرضه الأخير بقاعة بيكاسو لمعارض الفنون الجميلة قضية عودة الفن المستقبلي الذي ظهر في ايطاليا مع بداية القرن العشرين. وذلك من خلال معرضه الذي اطلق عليه اسم "لحم" .. هذا المذهب كان يهتم بإضافة البعد الرابع الي اللوحة ذات البعدين "الطول والعرض".. أي التعبير عن الحركة ورسمها ليدرك المشاهد مفعول الزمن في الأشكال والعناصر التي يشاهدها. الفنان الكبير سمير فؤاد عبر عن رؤيته للأشكال المختلفة للحم الذي جعله موضوعا تعبيريا ضمن مشاهد انسانية وصفها بقوله: "العناصر الصارمة في لوحات المعرض".. وهذا أعاد الحياة للمذهب الفني الذي انقضي علي ظهوره مائة عام ليصبح مذهبا معاصرا لتعبيره عن ذات الفنان وحرصه علي ان يكون امتدادا تشكيليا للقواعد الثابتة في مجالات رسم اللوحات. مثل التوازن اللوني وحبكة التكوين والمحافظة علي الحس الجمالي رغم تعبيره في بعض اللوحات عن الصراخ والألم والاحتجاج.. وقد قدم الفنان معرضه بكلمات شاعرية يقول فيها هناك لحم يستدعي الرغبة ويثير الشبق.. ولحم يفرض العفة ويخمد جذوة الرغبة.. ما بين القبلة والالتهام خيط رفيع.. وما بين مطارحة الهوي والافتراش قيد أنملة.. ما بين الضحك والصراخ همسة" وما بين اللذة والألم شعرة.. وما بين الضحية والجلاد خطوة!! هذه المتناقضات هي التي شغلت الفنان سمير فؤاد فتحول اللحم في لوحاته الي هواء ملون تدفعه الريح أو عجائن لبنة كالصلصال القابل للتشكيل.