مع اشراقة صباح هذا اليوم نستقبل عاماً جديداً. ونودع عاماً مضي بكل همومه وإيجابياته. ونتطلع إلي غد أكثر اشراقاً. نتخطي فيه كل العقبات التي تعترض مسيرة حياتنا وفي نفس الوقت أن يكون لدينا الاستعداد لتحولات في سلوكياتنا وكل تعاملاتنا مع الآخرين ونكون أكثر تجاوباً مع ما يتحقق علي أرض الواقع من إيجابيات. وأن يكون لدينا طموحات لتلك التحولات في حياتنا. والسعي بكل جهد للمشاركة بإيجابية في تحقيق تلك الطموحات وأتطلع لاختفاء الاتكالية وال"أنا مالي" من قاموس حياتنا إلي الأبد!! حينما نستعرض القضايا والمشروعات التي دارت فصولها خلال عام 2010 سواء علي المستوي العالمي أو المحلي سوف نجد السلبيات أكثر من الإيجابيات هناك علي سبيل المثال قضية الشرق الأوسط الأزلية التي تتمثل في المأساة التي يتعرض لها شعب فلسطين منذ أكثر من 60 عاماً ورغم كلمات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جامعة القاهرة في مطلع تقلده مهام منصبه في البيت الأبيض إلا أنها ذهبت أدراج الرياح. وتبين أن الرجل فقد كل الوسائل لمواجهة صلف وغرور نتنياهو وصقور إسرائيل. ووصلت القضية إلي طريق مسدود ويتواري أوباما وإدارته خجلا نتيجة هذا الفشل الذريع وبالتالي فقدت الولاياتالمتحدةالأمريكية هيبتها وتهاوي سلطانها أمام مكر وخداع الصهاينة ورغم ذلك لم تتخل أمريكا عن هذا السلوك المشين فهي تدس أنفها مع الإسرائيليين لبث الفتنة وما يجري في إفريقيا وما كشفه الجاسوس الذي ضبطته أجهزة المخابرات المصرية يزيح الستار عن الوجه القبيح لتلك الأساليب ولعل العام الجديد يشهد تحركاً عربياً قوياً بحيث تدرك إسرائيل وأمريكا ان العرب قادرون علي مواجهة تلك الألاعيب ونتطلع إلي الإخوة الفلسطينيين الذين استولت أطماعهم الشخصية علي كل تصرفاتهم ومنحوا الإسرائيليين أكبر فرصة للتوسع وبناء المستوطنات حتي تضيع الأرض وتتوه معالم القضية وتصبح حدود عام 1967 في خبر كان والسؤال الذي يتردد في الاصداء إذا كان أصحاب الأرض مشغولين بخلافاتهم فمن يستطيع مساعدتهم والفرقة بين الفصائل الفلسطيينية متشعبة وتبادل الاتهامات تملأ الساحة؟! نتطلع إلي وفود عربية وجهد لا يعرف اليأس لجمع شمل تلك الفصائل لأن النيران المشتعلة سوف يكتوي بها الجميع. كفانا يا عرب ما يجري في السودان الشقيق. الساحة العالمية مليئة بالأحداث والشعوب في لهفة لجهود الحكماء لنزع فتيل لهيب تلك الأحداث لأن الخوف شديد من أن ينفلت الزمام وتنشب لا قدر الله الحرب النووية إذ لابد من كبح جماح تلك النزعات التي تهدد باشتعال الأزمات. وتزكية الخلافات بين الدول ويبدو أن الأممالمتحدة قد فشلت وأصبحت منظمة بلا فعالية وليت العالم يبحث عن هيئة أو منظمة أخري تكون أكثر فعالية لأن نذر الأزمات تشعل نيران الحرب! المأساة متعددة الجوانب في عالمنا المعاصر لكن علي أرض الواقع في حياتنا هناك الكثير من الايجابيات التي تحققت.. مشروعات عملاقة في مقدمتها ما يجري من اكتشافات بترولية ونتطلع إلي أن يضيء الله علينا ويمن بأبار بترولية فهي الأمل في انعاش حياتنا الاقتصادية وهناك ما تحقق في مطار القاهرة وهذا العمل بحق يستحق الاشادة بالاضافة إلي المشروعات التي تضاف إلي رصيد تلك الإيجابيات أما الأزمات فتلك التي نطمع في حلول مناسبة في مقدمتها اختفاء طوابير العيش من أمام المخابز سمعنا كثيرا عن المخابز العملاقة التي تنتج الملايين من الأرغفة التي تلبي احتياجات 80 مليون مواطن بلا معاناة أو وقفات أمام المخابز وسط برد الشتاء ولهيب حرارة الصيف وأزمة السكر ومواجهة تلاعب التجار والشركات وهناك الفلاح المصري عصب حياتنا الغذائية لقد تركناه مما أدي إلي نقص شديد في احتياجاتنا من القمح والسياسة الزراعية في أشد الحاجة لتضافر الجهود والعودة بريفنا إلي سابق عهده وان تعود القرية إلي أيام الزمن الجميل قري منتجة لا مستهلكة. القضية الكبري مياه النيل نأمل ان يشهد العام الجديد نشاطا وسط الأشقاء بدول حوض النيل فهذه الشعوب تحب مصر وفي لهفة للاستفادة بخبراتنا فهل نجد تحركا في القارة السمراء يواجه عبث الصهاينة والأمريكان. ان مياه النيل شريان الحياة في بلادنا وفي أشد الحاجة لعيون ساهرة مع الأشقاء في الجنوب مع جهود لترشيد استهلاك المياه وتحديث وسائل وأساليب ري الأرض الزراعية. بلادنا العزيزة تستنهض الهمة وتتلفت إلي يوم تختفي فيه ظاهرة إلقاء المخلفات في الشوارع مشاركة فعالة في كل الأنشطة والمجالات اتطلع إلي تحركات إيجابية من الفئات والطوائف لأن الغد لن يكون أكثر اشراقا بلا مشاركة ايجابية. ان العمل الجاد والسلوكيات الحضارية هي الأمل في العام الجديد.. فهل نجد استجابة للاسهام بفاعلية في بناء صروح النهضة؟! دعونا نترقب وننتظر لعلنا نري تحولاً إيجابيا في حياتنا!