مرة أخري.. أتوجه بالتحية والإعجاب بالجهاز الفني لمنتخب مصر الوطني بقيادة الأمريكي بوب برادلي. ومعه الكابتن ضياء السيد والكابتن زكي عبدالفتاح وباقي أعضاء الجهاز المعاون.. ذلك أن خطوة بعد أخري. يستحوذ هذا الجهاز علي إعجابي لأنه يتبع منهجية جديدة وغريبة علي ملاعبنا.. ذلك أن الأجهزة السابقة منذ أيام الكابتن محمود الجوهري. وحتي الكابتن حسن شحاتة كانت تسوق دلالها علي الجميع. حتي قيل إن اتحاد الكرة السابق برئاسة الكابتن زاهر. كان علي استعداد دائم لإحضار لبن العصفور للمعلم حسن شحاتة.. فالمعسكرات في أجمل الأماكن والتكريمات في أسخي القصور. والدوري يتوقف في أي وقت من أجل المنتخب وطلبات مديره الفني.. ولا يستطيع أحد أن يرفض له طلباً. ويختار من اللاعبين من يريده ومش مهم الأندية وارتباطاتها. أما هذا الجهاز المطحون بقيادة برادلي فهو لا يتظلم ولا يتأفف ولا يعترض ولا يهش ولا ينش.. راض بالقليل قانع بالمتاح.. يعمل في أسوأ الظروف. وبلا دوري. وبلا جمهور. وبلا مباريات إعداد في ملعبه. وبلا إمكانيات. وبلا ملابس. وبلا لعلام بعد أن تحول الجميع للسياسة وصراع الرئاسة.. جهاز لا يقول أف ولا يمتعض. ومع ذلك يجيد وينتج ويفوز ويعمل ليل نهار. رغم أنه لا يوجد عمل أصلاً في الكيان الكروي المصري. الخالي من أي دسم أو حمية بسبب انقطاع الدوري والكأس.. ومع هذه الحالة اجتاز منتخب الفراعنة موقعة كوناكري الصعبة.. ثم كانت الشجاعة البالغة بقبول اللعب مع أفريقيا الوسطي في تصفيات الأمم الأفريقية بعد ثلاثة أيام فقط من عودة منتخبنا إلي القاهرة.. وبعد أن قرر الكاف تقديم هذه المباراة يومين بدلاً من تأجيلها بسبب صدامها مع انتخابات الرئاسة.. ومع ذلك تحمس الجهاز ومعه اللاعبون. وأعلنوا بكل شجاعة يا أهلاً بالمعارك.