* يسأل إبراهيم الملواني مدير شركة المتحدة للتسويق العقاري بالإسكندرية: ما موقف الإسلام من تعطيل العقل في الوصول للمعرفة والاهتداء للخالق سبحانه وتعالي؟ ** يجيب الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب -من علماء وزارة الأوقاف- لقد طلب الإسلام من الإنسان ضرورة استخدام عقله وعاب علي الذين يعطلون قواهم الإدراكية. فقال تعالي: "لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون".. كما جعل الإسلام عدم استخدام العقل ذنباً يوجب العذاب. وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير. بل ان الإسلام جعل العقل هو مناط التكليف في العباد. فالمجنون والنائم والمغشي عليه لا تكليف عليهم لغياب العقل عنهم وكذلك الصبي لقلة إدراكه العقلي. إلا أن هذا العقل له مجال إعماله وهي الأمور الدنيوية يطول ويكشف أسرار الكون عن طريق العلم كيفما شاء. قال تعالي: "وسخر لكم ما في السماوات والأرض جميعاً منه". بل أن العقل والعلم صنوان ولا يقترفان وقد حث الإسلام بل أوجب طلب العلم فيما رواه ابن ماجة وسننه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "طلب العلم فريضة علي كل مسلم". أما السفسطة والبحث فيما لا فائدة منه فلا يسمي هذا علما ولا صاحبه عاقلا كأنه سأل عن علة الصبح ركعتين وفصله عقول وهزلية أفلام وأولي للسائل أن يحرص علي ما ينفعه. ولذلك قال الصالحون العقل مطبة توصلك إلي السلطان ومن سوء الأدب أن تدخل بهما عليه. * يسأل قارئ من شبرا الخيمة: عقب صلاة الجماعة بدأ شيخ المسجد الدرس ثم بعد ذلك اتهم رجل أحد المصلين الذين يعملون في إدارة المسجد بسرقته. فما كان من الطرف المتهم إلا أن هاج وماج. حيث انتفخت أوداجه وارتفع صوته حتي قام بطرده مضروباً.. المهم أن شيخ الجامع لم يحرك ساكناً واستمر في شرح درسه بحجة أن قطع الدرس بدعة فهل ما فعله الشيخ صحيحاً؟ ** يجيب الشيخ محمد إبراهيم -الواعظ بالأزهر الشريف- هذا الشيخ جانبه الصواب تماماً فالإسلام لا يعرف السلبية بل يعطي ذنباً علي ذلك ففي الحديث الشريف: "الساكت عن الحق شيطان أخرس" والحق هنا قول المعروف في هذه المنازعة وفض الشجار ومراعاة حرمة المسجد ولا عبرة بما ذكره الشيخ بأن قطع الدرس بدعة. فكيف يكون الإصلاح بين الناس بدعة؟!. وكيف يكون منع رفع الأصوات والمشاجرات بدعة؟!. فكما في الحديث: "العلماء ورثة الأنبياء". فإذا لم يحكم الشيخ بين الناس فمن يحكم إذن؟!. وفات الشيخ الجليل القاعدة الفقهية التي تنص علي أن درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع. وفاته أيضا قوله سبحانه وتعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" آل عمران 110. وقوله تعالي: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً" النساء 114. وكان يجب علي الشيخ أن يطبق قاعدة البينة علي من ادعي واليمين علي من أنكر.