مازال مروجو الإعلانات في الإسكندرية يزاولون نشاطهم في تشويه جدران المؤسسات الحكومية والمستشفيات. حتي جدران المقابر لم تسلم من عبثهم وهم يتحدون جميع اللوائح والقوانين لخدمة المنتفعين بتلك الإعلانات. حتي تمكنوا وفي مدة وجيزة من تشويه النسق المعماري والجمالي لعروس البحر المتوسط خدمة لمصالحهم الشخصية فقط. ولم يجدوا حرجاً في رفع شعارات الثورة التي قام الثوار بكتابتها ليستبدلوها بالإعلانات عن صالات البلياردو ومختلف صالات الكمبيوتر حتي أنهم أعلنوا عن تخفيضات خاصة للطلبة ودخل معهم في سباقهم المحموم عدد من الأطباء الذين يفترض فيهم أنهم من الطبقة المثقفة. وكتبوا إعلانات عن طرق التخسيس الحديثة. وتفتيت الدهون بالأجهزة والعلاج بالحجامة. والتي تشفي جميع الأمراض بدءاً من الصداع وحتي آلام العمود الفقري بدون الحاجة لإجراء الجراحات. وهدفهم جذب الزبائن وجني الكثير من الأرباح. بدون أن ينفقوا مليما واحدا. فكل ما يحتاجونه "خطاط" وبعض جرادل الدهان. ولأن أهالي المحافظة أصبحوا أكثر وعياًً ولا يريدون تشويه الشوارع والجدران كانوا يتصدون لتلك االمهزلة ويمنعونهم من الاستمرار فيها. وفي المقابل قام كل صاحب إعلان بشحن مجموعة من البلطجية مسلحين بالشوم والعصي للتصدي لمن يحاول منعهم من الكتابة علي الجدران. فأصبح الأهالي يخشون علي أنفسهم من التعرض لهم مما ساعد علي انتشار تلك الإعلانات بصورة مستفزة. للأسف انتهز البعض فرصة الفوضي ومنهم بعض الطلاب الذين قاموا بكتابة عبارات الحب والهيام لزميلاتهم والآخرون كتبوا بعض العبارات البذيئة التي تخدش الحياء لتتحول الإسكندرية إلي لوحة مشوهة بعد أن كانت مثالاً للرقي في جميع مرافقها ومؤسساتها. أكد عاطف عمر إبراهيم موظف أنه أثناء الثورة قام الطلبة من كلية الفنون الجميلة بتنظيف الشوارع وتجميلها حتي أنهم قاموا بدهان الأرصفة. لكن للأسف ضاعت مجهوداتهم أدراج الرياح بعد أن قام بعض البلطجية الذين يفتقدون الانتماء بتشويه الجدران بل إنهم رفعوا شعارات الثورة التي أذهلت العالم ليشوهوا المعالم الجمالية للثغر. اضاف محمود محمد أحمد محاسب أن مفهوم الحرية عند بعض ضعاف النفوس للأسف أن يفعل ما يشاء وقت ما يشاء كل حسب مصلحته الشخصية حتي أنهم لم يراعوا حرمة الموتي وقاموا بكتابة إعلاناتهم علي جدران المقابر سواء المنارة أو العامود بل تمادوا في غيهم ليمحوا أسماء الله الحسني ويضعوا بدلا منها شعارات جوفاء وإعلانات عن بضائعهم. تساءل مصطفي أحمد محمد مدرس ألا يوجد رادع أو قانون يحمي الطراز المعماري من التشويه وألا يكفي استيلاء الباعة الجائلين علي الشوارع الحيوية والمهمة في المحافظة وتشويهها ببضائعهم حتي أن محطة الرمل التي كانت تتميز بجمال مبانيها ومحلاتها تحولت وكأنها سوق عشوائي للأحذية والجلاليب الحريمي وضاع جمال المنطقة وسط سلوكيات هؤلاء الباعة ليأتي من يكمل المهزلة ويستفيد من جدران المستشفيات والمدارس والمقابر حتي لا يدفعون ضرائب علي اعلاناتهم. والأحياء لا تحرك ساكناً أمام هذا الهجوم الشرس علي مرافق المحافظة. طالب وجيه حكيم جالي موظف بمطاردة كل من خط بيده اعلاناً علي الحوائط وشوه المرافق الحيوية حتي لا تبدو بمظهر الدولة المتخلفة وتكون تلك العقوبات رادعاً أمام كل من تسول له نفسه أن يشوه أية منطقة لأن "كل من هب ودب" أصبح يري أن من حقه الإعلان عن بضائعه ومجاناً دون أن يتكلف شيئا ولابد من إجبار هؤلاء علي رفع تلك الإعلانات المستفزة وعلي نفقتهم الشخصية. أكدت كل من ايمان سامي وفوزية صالح ان إعلانات "التيتي" تمتد من شرق إلي غرب المحافظة وكأنها اصبحت ملكا له يفعل بها ما يشاء وهذا مخالف لكل القوانين والأعراف الاجتماعية ولابد من الضرب بيد من حديد علي هؤلاء لأنهم نوعية أخري من البلطجة وفرض السيطرة. طالب المواطنون المحافظ الدكتور أسامة الفولي بوضع حل لتلك المهزلة وتفعيل دور الأحياء في الحفاظ علي الرونق والنسق الحضاري للمحافظة لأنها واجهة لمواطنيها أمام السياح.