أدي تواصل واستمرار الاعتصامات والإضرابات بالإسكندرية إلي توقف العمل بمستشفياتها التي أصبحت خارج الخدمة تماما. وانشغل الأطباء وأطقم التمريض والعاملون بهذه الأحداث. مطالبين بصرف المكافآت والحوافز والعلاوات وتثبيت المؤقتين. في المقابل أهملوا المرضي الذين لا ذنب لهم في هذه المطالب وصارت العمليات بتلك المستشفيات شبه متوقفة وقوائم الانتار مليئة بالمرضي. المريض الذي يحضر في السابعة صباحا عليه أن ينتر ثم يغادر المستشفي بعد أن يجد الرد عليه الأطباء في إضراب والصيدليات بالمستشفيات مغلقة. أكد المرضي أنه لا ذنب لهم في مثل هذه الإضرابات الفئوية وعندما يتوجهون إلي أقسام الاستقبال والطواريء سواء في التأمين أو مستشفيات وزارة الصحة يفاجأون بطبيب واحد صغير بلا خبرة فيضطرون إلي الانتار لساعات طويلة لكن دون فائدة وأمل. قالوا إن القائمين علي صرف التذاكر ليسوا من التمريض بل عمال الأمن والنافة مما يحدث هناك مشاجرات بينهم وبين العاملين. في المقابل استغل الأزمة أصحاب مستشفيات ومستوصفات القطاع الخاص واراحوا يرفعون اسعار الكشوفات والتحاليل والعمليات بعد لجوء المرضي إليهم بسبب الشلل التام والكامل في مستشفيات الوزارة . أوضح د. سلامة عبد المنعم وكيل الوزارة أن ما يحدث من قبل الأطباء والتمريض لا يمت بصلة لا من قريب أو بعيد بالدور الوطني حيث توجد فئة مندسة بين الأطباء والعاملين تساعد في إحداث الفتنة .. مشيرا إلي أن جميع الأطباء يصرفون الحوافز والعلاوات بانتام ولكن هناك مشكلة لا يعرف أحد سببها ومن وراءها. مؤكدا أن جميع مستشفيات الوزارة بالمدينة تعمل بكفاءة. وأن هذه الإضرابات لا تعوق سير العمل الطبي. أشار مجدي حامد "موف" إلي أنه عندما توجه إلي مستشفي لإجراء جراحة في رأسه فوجيء بوجود إضراب مستمر من جانب الأطباء لعدة ايام. فضلا عن "قطع" التذكرة كان من عامل الأمن لخطورة حالته اضطر الذهاب إلي مستوصف خاص لإنقاذه ودفع أكثر من 2500 جنيه. أما محمد السيد "موف" فكان يصرخ داخل عيادة التأمين وهو يحتضن نجله الصغير "زياد" الذي كان يحتاج الي تنفس صناعي. وفوجيء بعدم وجود طبيب ونجله يواجه الموت وعندما توجه الي مدير العيادة لم يجدة ايضا واتضح أنه غادرها خشية أن يتعرض للضرب أو الإهانة من قبل الأطباء والتمريض والعمال المضربين. وتتساءل أمل محمد "ربة منزل" ما ذنب المرضي في تلك الإضرابات .. مشيرة إلي أنها وقعت فريسة لمستشفي خاص واضطرت أن تدفع أكثر من 4000 جنيه نير فحوصات وتحاليل لإجراء عملية "الزائدة الدودية". وقالت الطبيبة "م.س.أ" وقد رفضت ذكر اسمها خوفا من تعدي زملائها من الإخوان عليها بالمستشفي أن هناك من يحرض الأطباء علي الإضرابات إلا أنها رفضت المشاركة لأنها مقتنعة بأن المريض لا ذنب له في ذلك.. مشيرة إلي أن وزير الصحة وقيادات الوزارة والمديرية عجزوا عن إيقاف هذه الإضرابات. د. عفاف عزت مدير مستشفي أطفال الأنفوشي كانت سعيدة بعدم وجود إضرابات بالمستشفي حيث أنها تعالج الأطفال إلا أنها تؤكد أن ما يحدث في مستشفيات المدينة يمثل كارثة كبري وبعيدة تماما عن الإنسانية والرحمة لأن هذه المطالب الفئوية المفروض أنها لا تؤثر علي سير وانتام العمل الطبي. ويؤكد د. أيمن كامل مدير مستشفي الطلبة أن ما يحدث اكبر كارثة ولابد من التخلص منها وبتدخل جميع القوي السياسية لإقناع الأطباء والتمريض بفض هذه الإضرابات والأهتمام بالمرضي أولا وأن يعاقب كل من يخالف ذلك في المقابل أكد الأطباء المضربون أنهم مستمرون في الإضراب لحين تحقيق مطالبهم.