* يسأل أ.ع من القليوبية: ما حكم القنوات الفضائية التي تسمعك القرآن الكريم صوتا وفي نفس الوقت تنشر إعلانات معظمها أدوية جنسية علي الشاشة أثناء قراءة القرآن؟ ** يجيب الشيخ أنا محمد إبراهيم - الواعظ بالأزهر الشريف: أمرنا الله سبحانه وتعالي بالاستماع والتدبر عند قراءة أعظم كتاب قال تعالي: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" الأعراف 204 وقال تعالي: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" النساء 82 فما يحدث من هذه القنوات هو عبث وهراء واستهتار كبير بالقرآن الحكيم فلا يليق أن تسمع القرآن وتشاهد شاشة عليها منشطات جنسية فهذا يشتت الذهن ويصرفه عن سماع الحق إلي سماع الباطل فالدال علي الشر كفاعله وفي الحديث النبوي "ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" فليت هذه القنوات تثوب إلي رشدها وتقلع عن هذه المعاصي والله تعالي أعلي وأعلم. * يسأل علي حامد أبوخطيطة من طنطا: ما هو الغيب وما هو القدر المتاح منه للبشر والقدر المحجوب عنهم؟ ** الغيب نوعان: غيب مطلق وغيب مقيد. والغيب المطلق هو الذي لا يعلمه أحد سوي الله عز وجل. والغيب المقيد هو ما يعلمه البعض. ولنضرب لذلك مثلا فنقول: إذا رصدت نتائج الامتحانات في آخر العام وقبل إعلان النتيجة فهناك تكون نتيجة الامتحان غيبا عني وعنك ولكنها معروفة عند هيئة التدريس والمصححين. وكذلك إذا سرق شيء منك فالسارق غيب بالنسبة لك لانك لا تعرفه ولكنه ليس غيبا عن نفسه وعمن معه. فاذا عرفت أنا هذا الغيب فمن الجائز أني اتصلت بقوة ممن تستطيع أن تعلم وتخبرني وليس هذا غيبا فمن الناس من يستعين بالجن فهو يكلفه ليعرف أخبارا يخبره بها وهذه الأخبار لها واقع معلوم من البعض. وأما عالم الغيب فيعلم بذاته وقال تعالي: "عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحداً إلا من ارتضي من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا" "26 و27" سورة الجن.. ومثل هذا الانسان يظهر الله تعالي عليه بعض الأشياء ولكنك لا تجد عنده أجوبة عن كل ما تريد لانه لا يملك سوي ما أراد الله سبحانه وتعالي أن يطلعه عليه ويبشر به ولا شيء في أن يخبر هذا الانسان الطيب أحدا بما بشره الله به. والغيب حدث في الماضي. أو حدث في المستقبل. فقد يخبرك بشيء مضي فيكون قد خرق حجاب الزمان الماضي. وعندما يخبرك بشيء مستقبل يكون قد خرق حجاب الزمان الماضي أما الحاضر فانه خرق للمكان فيخبرني شخص حدث في الإسكندرية وهو جالس معي هنا في القاهرة وفي نفس زمان الحدث. والله سبحانه وتعالي تستوي عنده الأحداث فعندما يخبرنا بشيء مستقبل فكأنه حاضر لانه لا توجد قوة تملك أن تفعل غيره فلابد أن يحدث ما يخبرنا به الله سبحانه وتعالي عن المستقبل. ولذلك فإن القرآن يعبر عن المستقبل بالماضي المتحقق كقوله تعالي "أتي أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالي عما يشركون".