افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية رئيس ومؤسس حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام أمس منتدي الأقصر الدولي "أوقفوا الاتجار بالبشر الآن" بمشاركة 500 مشارك يمثلون أجهزة الأممالمتحدة والممثل الشخصي للسكرتير العام وينهي أعماله اليوم بتوصيات تمثل اسهاماً مهما في التناول الدولي للقضية. وفي كلمتها في الجلسة الافتتاحية للمنتدي حددت السيدة سوزان مبارك ثلاثة محاور أساسية للتحرك الجماعي المستمر لمناهضة الاتجار بالبشر مشيرة إلي أن هذه الجريمة المنظمة تمتد عبر الحدود ويجب ان تمتد جهودنا عبر كل الحدود وبين كل البلدان. كانت السيدة سوزان مبارك قد رحبت بالحاضرين في بداية المؤتمر قائلة: يسعدني أن أرحب بكم ترحيباً حاراً في مصر.. إن هذا الاجتماع الرائع مصدر الهام بالنسبة لي فعلي الرغم من أنه يضم العديد من الثقافات واللغات والاعمار إلا أنهم يرتبطون جميعاً برابطة واحدة وهي إنسانيتنا المشتركة موجهة الشكر لما أبدوه من سرعة الاستجابة للدعوة للمشاركة في معركة تتصل بجوهر الكرامة الإنسانية الاساسية وهي مكافحة الاتجار بالبشر. قالت: يضم جمعنا اليوم شخصيات عامة مرموقة تصل شهرتهم وقدرتهم إلي جميع المنازل والبيوت لتوضيح الجانب الإنساني من تهريب البشر والألم الذي يسببه للضحايا الأبرياء تلك الشخصيات قادرة علي أن تعكس حقائق العبودية الحديثة وتحدياتها علي نحو يوضح للمواطنين حجم المشكلة ويدفعهم للتعاون في هذا المجال. وأشادت بالشباب المشارك في المنتدي الذي ينتمي ل 39 دولة من دول العالم ووصفتهم بأنهم إحدي القوات الخاصة في المعركة ضد الاتجار بالبشر فقد تطوعوا لمساندة جهودنا بما لديهم من أحدث المهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي بروح تتسم بالثقة والتفكير العملي فهم يتواصلون عبر كل الحدود في جزء من الثانية ويبذلون طاقات تفوق أعمارهم. وقالت إن المنتدي فرصة لكي نشاهد ابداعات الشباب والاستماع إلي قصص نجاحهم لنكتشف سويا كيف يمكن تغيير المستقبل.. وليست من قبيل المصادفة أن يقع الاختيار علي مدينة الأقصر لانعقاد المنتدي فهي مدينة تمثل إنجازاً رائعاً حيث إنها مستودع الحكمة القديمة وفجر الضمير الإنساني فالأقصر مدينة الجمال حيث تصور الكتابات علي الجدران والمعابد قصصاً لاحصر لها من التعاطف والتعاون والانتصارات في وقت كانت كل هذه المعاني تبدو مفقودة. وأضافت: من الملائم أن نأتي إلي هذا المكان في هذا الوقت لكي ننهل من هذا الالهام ونحن نتناول كارثة الرق الحديث وأكثر اشكال التجارة المحظورة مدعاة للأسي وهي الاتجار بالبشر.. فالعبودية ليست أمراً جديداً وكذلك مكافحتها ولكننا نجتمع اليوم لتعزيز قدرتنا وعزيمتنا والاستفادة من كلمة من سبقونا من القدماء لوضع خطة عمل جديدة وسريعة للمستقبل. قالت: كل ثانية يتم الاتجار بإحدي الفتيات والزج بها إلي عالم تجارة الجنس وتدخل بعدها إلي ظلمات عالم المجهول وكل دقائق تتلقي اسرة فقيرة أموالاً للسماح لإحدي بناتها بالرحيل إلي المدينة الكبيرة علي وعد بالحصول علي عمل محترم لكنها في الحقيقة ستصبح فتاة ليل في سن الثانية عشرة. اضافت: في الوقت الذي تمر فيه الدقائق علي ساعاتنا يوجد أولاد وشباب يجبرون علي العمل في مناجم الفحم والماس في ظل ظروف ابعد ما تكون عن الإنسانية بينما هم يدركون جيداً أن هذه ستكون حياتهم القصيرة حتي يصلوا إلي المرحلة التي لا يستطيعون بعدها رفعا ولا حفرا وبينما اتحدث إليكم الآن هناك طفل في الشارع في مدينة ستظل مجهولة الاسم يتم اختطافه وحين ينام ويستيقظ يجد أن كليته قد اختفت وتباع في الأسواق علنا لقد سمعنا قبل ذلك كثيراً الاحصائيات حيث يتم كل عام في جميع انحاء العالم بيع أو شراء أو نقل أو احتجاز ملايين من البشر معظمهم من الاطفال والنساء يتم انتهاكهم جنسياً والاساءة إليهم. كما أن هناك دلائل واضحة علي أن اعداداً كبيرة منهم يجبرون علي العمل في ظل ظروف أقرب إلي العبودية إنني أجد من الصعب علي أن استوعب بعض الاشياء المروعة التي اسمعها وأراها بأي نوع من العالم نعيش فيه؟ وكيف سمحنا لسياحة جنس الطفل ان تصبح صناعة منظمة بملايين الدولارات وأن يكون لها مرشدون سياحيون خاصون بها ومواقع علي الإنترنت وخرائط لبيوت البغاء. هل تتذكرون ما قرأناه من أخبار حول مؤسس جمعية خيرية شهيرة للأطفال.. اعترف بأنه كان يقدم وعوداً للأطفال بتوفير الغذاء والمسكن والملابس النظيفة لإغراء الأطفال المشردين لاستغلالهم جنسياً.. إنه حقاً شيء مفجع أنه حتي هذه اللحظة يكون متاحا من خلال نقرة علي فأرة الكمبيوتر مشاهدة عدد لا حصر له علي الإنترنت من الصور الاباحية لأطفال وفتيات صغيرات يتم اغتيال براءتهم وانتهاك كرامتهم الإنسانية واحترامهم لأنفسهم إن الأمثلة لا حصر لها لكن كلنا نعرف أن وراء هذه القصص والاحصائيات يوجد أناس يبحثون عن الأمان الشخصي والملاذ من الفقر والقمع ويبحثون عن أي سبيل للفرار من النزاعات المسلحة والتمييز والسعي وراء أي فرصة لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم ولكنهم بدلاً من ذلك لايحصدون إلا يأساً وإحباطاً. شراكات قوية قالت قرينة الرئيس: إننا اليوم لدينا الكثير من المعلومات عما كان في السابق حول أساليب استخدام الجريمة المنظمة لمواقع شبكات التواصل الاجتماعي وآخر تقنيات الاتصال الحديث لتحقيق أهدافهم القاتلة. ندرك تماماً ان الظروف القاسية والإغراءات لجمع المال السريع بأي ثمن يدمر تدريجيا الأعراف الاجتماعية والقيم العائلية التقليدية المرتبطة بالمسئولية والحماية كما ندرك الآن أكثر مما مضي الحاجة لشراكات قوية للعمل سويا علي مستوي المناطق والجنسيات والنوع لمواجهة عدو مشترك لا يعترف بأي حدود. أضافت: تعلمنا الكثير لكن مازال هناك العديد من الذين لا يبالون بالأمر أو تنقصهم المعرفة الكافية نعم من حقنا ان نشيد بما تحقق حتي الآن ولكن يجب ألا ننسي ونحن مجتمعون في هذا المنتدي ان نقوم بتقييم الموقف ومناقشة المزيد من الجهود التي يمكن ان نبذلها ففي هذه اللحظة هناك آخرون يجتمعون في مكان آخر لوضع خطط مقابلة من أجل المراوغة وتوسيع أنشطة الاتجار بالبشر حيث ان حياة البشر بالنسبة لهم ليست لها أية قيمة . إذن ما هي الدروس التي تعلمناها والتي من الممكن ان ترشدنا في عملنا؟ وما هي الأمثلة الملموسة التي قد تنير بصيرتنا ونحن نسير في طريقنا؟ للإجابة علي هذه الأسئلة أود ان أشرح تجربتي الخاصة ورحلتي والتي من أجلها أتيت إلي هنا اليوم. منذ عدة سنوات لم يكن لدي الكثير من المعرفة عن الاتجار بالبشر ولكن حين شرعت في العمل عن قرب في القضايا التي تتعلق بالعنف ضد المرأة والطفل بدأت أتعرف علي الحقيقة المفجعة والتي تمثل أحد أبشع أشكال العنف وانتهاك كرامة الإنسان. فلم أكتشف فقط حجم المأساة أو الظروف التي جعلتها تزدهر ونقص التشريعات لحماية الضحايا ولكن أيضاً عرفت الكثير حول النساء اللواتي لديهن الشجاعة التي مكنتهن من بناء مجتمعات آمنة علي الرغم من الظروف القاسية المحيطة بهن من فقر ونزاعات واللواتي تمكن كذلك من تخطي جميع الحواجز والتعايش مع تك الظروف وتفهمها بل وإيجاد فرص للحوار والتعاون. وبدأت أدرك كيف ان تجاوبهن وتعاونهن كان أمراً حيويا لتحويل مجتمعات مقسمة ومشتتة إلي أخري سليمة وكذلك لإعادة تشييد البنية الأساسية وإقامة علاقات كانت مقطوعة. أدركت أنهن يتمتعن بمهارات فائقة من أجل البقاء والتحول أثناء الأوقات العصيبة فهن لا يعتبرن أنفسهن فقط ضحايا ولكنهن في سعيهن للبحث عن وسيلة للبقاء يفكرن أيضاً في حماية من حولهن. وتكريماً للعديد من هؤلاء النساء الرائعات ومن أجل دعم جهودهن وكل خطوة يخطونها علي هذا الطريق وللتعبير عن الفخر بمشكاركتهن قصصهن من الشجاعة ومساعدتهن لتحقيق أحلامهن بمستقبل أفضل قمت بتأسيس الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام. منذ ذلك الحين اجتمعت وعملت مع قيادات شجاعة من القطاع الخاص والذين يأخذون زمام المبادرة تجاه قضايا عالمية أخري مثل الصحة والتعليم وحقوق الإنسان والعدالة والسلام ونشر الوعي البيئي وتمكين المرأة لقد قام هؤلاء بتقديم رؤية جديدة لنجاح رجال الأعمال ليس فقط من أجل جمع المال وتحقيق المزيد من الأرباح ولكن أيضا من خلال القيام بدور نشط كمواطنين في المجتمع. دور القطاع الخاص أضافت السيدة سوزان مبارك: في الحقيقة ان لدي إيمانا قوياً بدور القطاع الخاص في هذا الخصوص قد أثبتت لي تجربتي الشخصية أنه شريك لاغني عنه وقوة هائلة لإنجاز تطلعاتنا المشتركة فلديهم القدرة علي تشجيع الآخرين وتمكينهم من تحقيق الرخاء والأمن الشخصي. أعتقد أن مؤسسات الآعمال ككل تستطيع من خلال شبكة اتصالاتها العالمية ان تسهم بشكل كبير في إزالة الأسباب الأساسية للاتجار بالبشر فلديهم القدرة علي توفير الحماية الاجتماعية للفئات الضعيفة وكذلك تدعيم البرامج الاجتماعية لمنع الاتجار بالبشر ولن نتمكن من تحقيق أي تغيير مستدام إلا من خلال القضاء علي الإقصاء والتمييز الاجتماعي وكذلك علاج مشاكل الفوارق الاقتصادية وأنظمة الحماية الضعيفة. دفعني كل هذا إلي دعوة مجتمع الأعمال للمشاركة في إطلاق الحملة العالمية "أوقفوا الاتجار بالبشر الآن" في عام 2006وبدأنا بوضع استراتيجية جريئة وخلاقة والتي تمكنت بفضل جهود شركائنا من تحقيق نتائج ملموسة علي أرض الواقع. وفي حقيقة الأمر يتبني العديد من المؤسسات البارزة وعدد متزايد من كبار سيدات رجال وسيدات الأعمال حول العالم يوماً بعد يوم "مبادئ أثينا الأخلاقية" والتي تمثل الأداة الأساسية في الحملة لدعوة رجال الأعمال لتبني سياسة عدم التهاون تجاه الاتجار بالبشر. وهنا أود ان أعبر عن تقديري الخاص لما قام به القطاع الخاص في مصر فقد قرر هؤلاء رجال وسيدات الأعمال الكبار الذين تفانوا في واجبهم ان يكونوا جزءا من الحل وليسوا حزءا من المشكلة فقاموا بتعبئة الموارد لمعالجة الأسباب الأساسية لهذه القضية. ومن دواعي سروري أيضاً ان أري كذلك شباب نشطين من رجال الأعمال المصريين يقومون بالعمل في إطار مؤسسات الأعمال ومع نظرائهم من الشباب لذا يجب علينا تشجيع هؤلاء الشباب لان مهمتهم لن تكون سهلة علي الإطلاق. أضافت: في نفس الوقت فقد كان كل من الحكومة والمجتمع المدني يبذلان جهوداً نشطة علي حد سواء كما ان هناك إجراء آخر يتم الإعداد له الآن والذي بمقتضاه لن يبدأ أي مشروع اقتصادي في مصر في ممارسة نشاطه بدون الالتزام ببند عدم التهاون في مسألة الاتجار بالبشر وكذلك تبني البرلمان المصري قانونا شاملا تحت مظلة لجنة التنسيق القومية بمشاركة كل الأطراف ذات الصلة لتجريم الاتجار بالبشر كما انه يوجد الآن استراتيجية وخطة عمل وطنية متكاملة وشاملة جاهزة للتطبيق كل هذه السياسات تمثل "القوة الدافعة" التي ستساعد علي تعزيز جهود كل فئات مجتمعنا. دعوني أتكلم بصراحة نحن معنيون بحركة مرتبطة بالقاعدة العريضة من البشر ولذلك فنحن لا نريد فقط كبار رجال الأعمال والمسئولين الحكوميين وشركاء التنمية ان يبذلوا جهودا في هذا الصدد ولكننا نريد تعاونا من سائق السيارة الأجرة وبائعة الفاكهة والخضار في الأسواق المحلية وأيضاً أسر الطبقة المتوسطة في المدن وسكان المناطق الريفية الذين يزرعون في الدلتا أعني كل شخص يجب أن يدرك أهمية التعاون سويا والحاجة إلي ذلك التعاون ففي مصر تتشكل رؤيتنا علي أساس فكرة عالم أفضل للجميع. إذن ما هي أكثر الدروس التي تعلمنها؟ وماهي تلك الدروس التي استطيع ان أساهم بها معكم؟ لقد تعلمت من خلال تجربتي ان هناك ثلاثة عوامل مهمة هي التي ساهمت في الإنجازات التي تحققت إلي الآن والتي تمثل بالنسبة لي علامات إرشادية توجه عملنا الجماعي المستمر لمناهضة الاتجار بالبشر. أولأ: اكتشفت أهمية امتلاك الشجاعة لكسر جدار الصمت وعدم الخجل وكشف كل الحقائق والاعتراف بالحقيقة. ثانيا: وجدت أنه يجب علينا ان نبرهن علي تصميمنا واصرارنا لمناهضة الاتجار بالبشر بكل الوسائل الممكنة مهما كان حجم التحدي أو الوقت الذي يستلزمه ذلك. ثالثا: تأكدت ان الالتزام بشراكة حقيقية يستمد قوته الدافعة من العمل الجماعي وليس الفردي للبناء علي مواطن القوة الكامنة في كل منا من أجل حشد الرأي العام وتجميع جهودنا وهذا هو سلاحنا الحقيقي. السيدات والسادة: نظرة حولكم فلينظر كل واحد منكم إلي جاره إلي اليمين واليسار سيجدنا "نحن" فكل منا له دوره المهم للقيام به وكلنا شركاء في هذا المسعي وهنا أنا أود ان أشير إلي شراكتنا مع الأممالمتحدة تسير علي نحو جيد فقد كان عملنا مع المجتمع المدني أساسيا وتجربتنا المشتركة مع الخبراء والعلماء كانت ثمينة هذه الشراكات العامة الخاصة يجب ان تتواصل لتشكل الأساس لكفاحنا المشترك ضد هذا العدو المراوغ. واليوم هناك حكومات وطنية تتولي المسئولية الاساسية لمواجهة الفجوات الموجودة في السياسات والإجراءات والتي تسمح للمهربين بالعمل وهم في مأمن من العقاب فهذه الحكومات أصبحت الآن مسئولة عن تطبيق القانون ضد الأفراد والأعمال غير المشروعة. وكما ان الجريمة المنظمة تمتد عبر الحدود يجب أيضاً ان تمتد جهودنا عبر كل الحدود وبين كل البلدان. قالت فرينة الرئيس: يجب علي أجهزة الإعلام ان تواصل إثارة القضايا الصعبة وتسليط الضوء علي التهريب حيثما كان ويجب عليها كذلك ان تعطي فرصة التعبير لمن لا يجدون وسيلة للتعبير عن أنفسهم إلي جانب دق ناقوس الانذار للجمهور الأوسع لافتة الانتباه إلي تعقيدات وتحديات وأخطار الاتجار بالبشر فهذه الأجهزة لها دورها الفعال في استمرار هذه القضية علي الاجندة السياسية الدولية. يضم جمعنا هذا اليوم شخصيات عامة مرموقة تصل شهرتهم وقدرتهم جميع المنازل والبيوت لتوضيح "الجانب الإنساني" من تهريب البشر والألم الذي يسببه للضحايا الأبرياء تلك الشخصيات قادرة علي ان تعكس حقائق العبودية الحديثة وتحدياتها علي نحو يوضح للمواطنين حجم المشكلة ويدفعهم للتعاون في هذا المجال. والآن أدعو الشباب الموجود معنا إلي الوقوف أليس من المدهش أنهم أتوا من 39 بلدا من جميع أنحاء العالم لكي ينضموا إلينا! السيدات والسادة: ان الشباب الذي ترونه أمامكم الآن هم إحدي قواتنا الخاصة في المعركة ضد الاتجار بالبشر فقد تطوعوا لمساندة جهودنا بما لديهم من أحدث المهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي بروح تتسم بالثقة والتفكير العملي فهم يتواصلون عبر كل الحدود في جزء من الثانية ويبذلون طاقات تفوق أعمارهم. سوف نتمكن من مشاهدة ابداعاتكم في هذا المنتدي و الاستماع إلي قصص نجاحاتكم ونستكشف سويا كيف يمكننا تغيير المستقبل. والآن عودة إلي أحد أكثر النقاط أهمية وهي مؤسسات الأعمال وهنا عند هذه النقطة الفاصلة بات من غير المفهوم قبول النظرة التقليدية للمشروع الاقتصادي أعتقد أننا متفقون انه يجب علينا ان نتجاوز زماننا الحالي وننتقل إلي مرحلة مستقبلية من الزمن نري فيها "مبادئ أثينا الأخلاقية" وقد تحولت إلي تعاليم تم تعميمها لتصبح سمة النشاط الاقتصادي اليومي بحيث تصبح المواثيق الأخلاقية وإجراءات تهذيب النفس جزءاً لا يتجزأ من تفكير الشركات واستراتيجياتها. وفي نفس السياق يجب علي رؤساء مؤسسات الأعمال ان يضربوا المثل فيما يسعون إلي تحقيقه من مكاسب من خلال تعزيز الممارسات الايجابية للشركة كمقياس لنجاحها واستثمار طويل الأجل. فنحن اليوم ندعو إلي تطبيق برامج التزام شاملة وبنفس الروح والفكر نطلق هنا في الأقصر جائزة رواد الأعمال الدولية الأولي بالتعاون مع مبادرة الأممالمتحدة الدولية لمناهضة الاتجار بالبشر ومبادرة "كومباكت" التابعة للأمم المتحدة وجملة "أوقفوا الاتجار بالبشر الآن" وذلك لتكريم جهود وابداع رواد الأعمال لهذا العام. لقد مكنتنا عملية منح الجائزة من اكتشاف الأبطال الحقيقيين والكثير منهم بيننا اليوم والذين برهنوا علي ان فكرة المواطن الذي ينتمي إلي جماعة ليست فقط مسألة حس عام ولكنها أيضاً تعني اقتصاداً ناجحاً. وعلي الرغم من أنه سيكون هناك فائز واحد إلا انهم في الحقيقة كلهم فائزون فكلهم أبطال. وسوف تتاح لنا الفرصة لسماع المزيد حول العمل الابداعي الذي يقومون به أثناء مراسم تقديم الجائزة. السيدات والسادة: أعترف بأننا قد لا نكسب الحرب ضد الاتجار بالبشر غدا أو السنة القادمة لانه ليس هناك جدول زمني محدد لذلك ولكني علي يقين بأننا سننجح علي المدي البعيد فكل تقدم أحرزناه وكل خطوة نخطوها في الاتجاه الصحيح وكل نداء من أجل المساعدة يسهم في انقاذ حياة الكثيرين ويخفف معاناتهم. وبينما أنظر إلي الجمهور الذي أمامي أتذكر قوتنا الجماعية والتي تعمل كصوت واحد متحد فإننا نمثل: أولئك: الذين يمكن ان يقدموا حلولا لمؤسسات الأعمال من وجهة نظر إنسانية وطاقة شابة. وأولئك: الذين يتسمون بالدقة ويمكنهم متابعة جهودنا لكي يساعدونا علي الاسمرار في الطريق الصحيح. وأولئك: الذين لديهم القدرة للوصول إلي الأفراد والأسر في البيوت لمخاطبة ليس فقط عقولهم ولكن أيضاً قلوبهم. وأولئك: الذين يمكن ان يضعوا سياسات وطنية ودولية من أجل إيجاد البيئة التي تسمح للمرأة والرجل بتربية أطفالهم في عالم تسوده الكرامة الإنسانية. إن ملصق المنتدي الذي يصور يدا الملكة تاي والأميرة ميريتاتان وهما تشيران إلي السماء يجب ان يظل محفورا في أذهاننا إلي الأبد للتعبير عن لحظة حاسمة سوف نستطيع خلالها تذكر قصة اجتماعنا سويا عازمين ومصممين من خلال مسعانا المشترك في الرؤية لمناهضة إحدي أكثر الجرائم الإنسانية بشاعة. وحين ينظر أطفالنا وأطفالهم للوراء ليروا يومنا هذا سوف يذكروننا جميعا بعد ان يصبحوا نساء ورجالا بما ابديناه من عزيمة لا تلين ويتذكرون أننا وحدنا جهودنا سويا لنقول "أوقفوا الاتجار بالبشر الآن".