العادات والتقاليد بالوادي الجديد تأثرت بمدي الاتصال الثقافي من خلال المجتمعات المجاورة ومشاهدة وسائل الإعلام والتعليم والهجرة وهو ما أدي إلي الاختفاء التدريجي لبعض العادات وظهور عادات جديدة وهناك عادات متجدرة ومتأصلة في واحات المحافظة. يقول الدكتور عبدالوهاب حنفي - باحث في الفلكور والتراث الشعبي من مدينة موط - من العادات المندثرة التي كانت تميزنا عن باقي الأقاليم في عادات الزواج نجد في مدينة موط احتفالية "زفة العجول" وكانت تقام بعد ظهر اليوم السابق للزفاف في أكبر ميادين المدينة حيث شارك الأهالي ببعض ثيرانهم "عجولهم" مع العجول التي سيتم ذبحها فجر يوم الزفاف لوليمة الفرح. وتتجمع العجول في شكل دائرة وعلي رقابها توضع شارات من القماش مختلف الألوان. فيما عدا عجول الفرح فتكون شاراتها باللون الأحمر. تتحرك العجول في الدائرة علي إيقاعات طبل بلدي اشتهرت باسم طبلة مدبولي "أشهر ممارس لدق هذا الطبل" وكانت هذه الاحتفالية تستمر حتي قبل الغروف في منتصف الستينيات من القرن العشرين ثم اختفت هذه الاحتفالية وحلت محلها احتفالية الحنة التي دخلت منطقة الواحات الداخلة مع وصول مهجري السويس في أعقاب نكسة يونية 1967. حتي أنها ظلت إلي وقت قريب يطلق عليها "الحنة السويسي". ومن أغرب العادات المرتبطة باحتفالية الزواج في مدينة موط بالواحات الداخلة والتي تمارس حتي الآن وهي ظاهرة "العشيان" جمع عشاء هي عبارة عن وجبتين الأولي إفطار. والثانية للغداء تتكفل أم العروسة بإرسالهم إلي ابنتها اعتبارا من يوم الصباحية وحتي ليلة السبوع. لكن اللافت للنظر هو كمية الحمام المحشو الذي تتضمنه وجبة الغداء حيث تضم عشر حمامات يوميا. ويرتفع العدد إلي 71 حمامة ليلة السبوع. والأغرب من ذلك أن أهل العروسة يحظر عليهم المشاركة في طعام عشاء السبوع. ونجد في قري بلاط وتنيدة فقط بالوادي الجديد تتميز احتفالية الزواج بممارسة خاصة جدا. وهي "القلية" هي عبارة عن قمح وقرطم يتم تحمصيهما في الفرن البلدي وسط احتفالية ومشاركة من معظم نساء القرية. وتقدم القلية في أكياس للمعازيم في ليلة الحنة وليلة الزفاف ويوم الصباحية. و"قراءة المولد" وهي عادة مستمرة بقرية أسمنت حيث يقيم أصحاب الفرح ليلة الزفاف أو في مساء يوم الصباحية بعد العشاء قراءة المولد من منشدي المديح النبوي ويقدم فيه عشاء للمعازيم. و"ختان الذكور" من حلاق الصحة يوم الزفاف بعد تناول وجبة الغداء بين الظهر والعصر والتي اندثرت مع التقدم الطبي. ويري أنور محمود منصور - علي المعاش - أن من الأكلات المرتبطة بالمناسبات والمستمرة في احتفاليات الزواج. وعاشوراء. والعشيان الموسمية التي تتميز بها الواحات ومحافظة الوادي الجديد بشكل خاص جدا وهي "الجبنة المعطونة واللبسان والطليعة" مثل فتة الحليبة والأرز والفتة والمريسة والعصيدة والكشك. وهناك الجبنة المعطونة وهي من أنواع الجبن الذي تتميز به الواحات الداخلة دون غيرها وتخصصت في صناعته قريتا أسمنت والمعصرة وتبدأ خطوات صناعته مثل الجبن القريش المعروف. إلا أنه بعد خطوة حصير الجبن يتم تعبئته في أوان فخارية. تسمي الواحدة منها "طريشة" وهي أشبه بالزلعة المعروفة في صعيد مصر. وبعد التعبئة يوضع الملح بكثافة بين طبقات الجبن وفوقه. ثم يتم غلق الطرشية بسدة من ليف النخيل. وفوقها طبقة من الطين. للمزيد من إحكام الغلق ومنع دخول الهواء إلي داخلها. وتترك الطرشية 7 أشهر. واللبسان هو نبات شتوي. ويتم تناوله مطبوخا في كافة مناطق الواحات. وهو نوع من الحشائش الشيطانية يؤكل كوجبة خضر مطبوخة منفردة. أو طبخ معه الأرزقي وجبة متكاملة تسمي "رز اللبسان" وهو يشتهر بأكله شتاء حيث يطلق عليه المضاد الحيوي لأمراض البرد. وهناك "الطليعة" وهي من الوجبات الهمة التي تستمد شيوعها من انتشار تربية الأبقار. التي تتوافر معها الألبان بكميات كبيرة. ما يجعل الحليب متاحا للعامة بيسر وسهولة. والطليعة هي اللبن المختمر. في مرحلة ما قبل "الخض" أي كامل الدسم. ويكون قوامه أشبه بالجيلي. ويؤكل بالملعقة. وغالبا ما يكون لوجبة العشاء التي تتضمن الطليعة فوائد هضمية. يقول صلاح أيوب - رئيس قسم البيئة والسكان بإدارة الداخلة التعليمية - إن الوادي الجديد كان له خصوصية في الحزن والإعلان عن حالة الوفاة. حيث كانت توجد نساء متخصصات في الصراخ والعويل والندب وهي تلف شوارع القرية حتي يعلم الجميع وتواصل الصراخ مع نساء المتوفي ووضع التراب والطين علي رؤسهن تعبيرا عن الحزن والفراق إلي أن يتم الدفن. ويستمر الصراخ وخروج النساء كل خميس أسبوعيا للمقابر لوضع الجريد والحصي خاصة في بعض القري.