الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح للرئاسة قال في محافظة المنوفية.. أصحاب المصالح والمرتزقة ركبوا الثورة واستغلوا إعلاماً مأجوراً للوصول إلي أهدافهم.. ولا ندري من هم أصحاب المصالح الذين اكتسبوا من الثورة وحققوا ما لم يكن يحلمون به بعد معاناة طويلة امتدت لأكثر من سبعين أو ثمانين عاماً.. وتجسد هذا الحلم في أول انتخابات تشريعية حيث تقاطر الناخبون علي صناديق الاقتراع ليعطوا أصواتهم للتيار الإسلامي ظنا منهم بأن هذا التيار سيفتح لهم أبواب الحياة الجديدة والحلم الذي طالما راودهم في حياة كريمة! ** ولكن هذا الحلم ضاع وتبدد بعد عدة جلسات في مجلس الشعب.. فقد اكتشف المواطنون خيبة أملهم في اختياراتهم وانصرفوا عن هذا التيار الذي تسلحت بعض فرقه بالاعتصامات والتهديدات ومحاولات افراغ المجتمع من مفكريه وفنانيه وفرض الرأي بقوة السياط والجلد والتهديد بالموت لمن يعترض طريقهم. ** ضياع الحلم تجسد في انتخابات مجلس الشوري التي جاءت بعد الشعب.. ورغم مطالبة المجتمع بعدم جدوي هذا المجلس الذي تحول إلي مزرعة للفساد إلا أن الإصرار علي وجوده كان عجباً من العجائب الكثيرة التي عشناها في ظل معاناة المواطنين الذين حلموا بحياة كريمة وبأمن يضمن لهم مواجهة اللصوص والبلطجية وتجار السوق السوداء ولكنهم فوجئوا بعكس ذلك انفلات أمني بلا حدود وامتلاء الشارع بأسلحة وصلت إلي حد المدافع المضادة للطائرات وسرقات لكل شيء ابتداء من السيارة وانتهاء بحقائب السيدات وخطف الرجال والسيدات والأطفال ثمناً لفدية فرضها اللصوص وقطاع الطرق.. كل هذه البلاوي حدثت ودفعت المواطنين إلي عدم المشاركة في انتخابات هذا المجلس الذي لا هم له إلا تعيينات القيادات الصحفية! ** ودخل التيار الإسلامي في صراع دائم مع الحكومة التي يريد أن يزيحها عن طريقه فكراسي الحكم أجدي من كل الخطب والشعارات ولكن الحكومة رفضت كل دعاوي التشكيك فيها والمطالبة برحيلها حتي جاء حديث رئيس المجلس إلي قناة الجزيرة ورد رئيس الحكومة علي ادعاءاته دون أن يخرج علينا منصف ليطالب بالتحقيق ليعيد الحقيقة إلي مكانها الصحيح! ** من ذا الذي استفاد من ثورة يناير حتي الآن.. وهل كان الدكتور أبوالفتوح نفسه يجرؤ علي الظهور العلني أو الترشيح لأي موقع قبل هذه الثورة؟ وهل كان البرلمان يضم هذا العدد من الإسلاميين قبل هذه الثورة؟ وهل كان يستطيع واحد أن يشد رحاله إلي ميدان الحرير ومعه أنصاره احتجاجاً علي عدم ترشيحه للانتخابات؟ ** وفي ظل هذه الفوضي.. هل كان من الممكن لفرد أو جماعة أن تقطع الطرق وتعطل المواصلات وتحرق وتدمر المصانع والمنشآت؟ ** والدكتور أبوالفتوح من القيادات الإخوانية ذات الباع الطويل في هذا المجال إلا أنه عوقب من جماعة الإخوان لأن له رأياً.. وموقفاً مختلفاً لا يجرده أبدا من انتمائه لفكر هذه الجماعة علي الأقل. ** وأرجو أن نشهد انتخابات رئاسية تعيد لنا الأمن وهو قيمة عرفنا ثمنها الغالي وأن يتحقق الوفاق الوطني لنصل إلي دستور يعطي لكل ذي حق حقه مؤكداً ضرورة فصل السلطات.. رافضاً هيمنة فريق علي كل السلطات.