نزلت قرارات لجنة التظلمات باتحاد كرة القدم كالصاعقة علي الوسط الكروي عامة .. والنادي المصري وجماهيره بصفة خاصة لكونها فتحت أبواب جهنم علي الكرة المصرية لأن تغليظ العقوبات بهبوط المصري للدرجة الثانية يمثل سقطة كبيرة لتلك اللجنة لأنها لم تراع روح القانون والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من انفلات أخلاقي قبل الأمني وحالة الهياج السياسي والفوضي التي تسودها وانتشار مظاهر البلطجة والعنف داخل الشارع المصري وكان يجب علي أعضاء هذه اللجنة التعامل مع أحداث مباراة الموت ببورسعيد من منظور رياضي لأن الشق الجنائي بات في يد قضاء مصر العادل .. وبالتالي فإن تلك العقوبة تعد بمثابة إعدام للنادي المصري لاعبين ومجلس إدارة وكأنه انتقام جماعي لمحافظة كاملة لأن اللاعبين وأعضاء المجلس أبرياء من تلك المؤامرة التي دبرت بهدف إحداث مزيد من الفوضي والبلبلة بعد ان أقحمت السياسة في الرياضة لمن يريدون لهذا البلد عدم الاستقرار وهي المحاولة الفاشلة التي يقودها فلول النظام الساقط.. الفاشل.. المخلوع والمتآمرون علي مستقبل مصر من الداخل وعملاء الخارج.. نسيت لجنة التظلمات ان تلك المؤامرة ضد الرياضة المصرية واستقرار البلاد استغلت الصراع المشتعل بين جماهير ألتراس الأندية بما لهم من طقوس وعادات غريبة علي مجتمعنا خاصة بعد أن اخترقت تنظيمات الألتراس سياسياً حتي حولوا مباراة كرة قدم إلي جريمة يندي لها الجبين هزت وجدان العالم بأسره بعد ان راح ضحيتها 74 شهيداً ومئات المصابين .. نسيت تلك اللجنة ان جماهير وإدارة الناديين قد رضيت العقوبات التي أصدرها وبدأت تتأقلم وترتب أوضاعها علي التعامل معها .. وعندما تقدم الناديان بتظلم بعدأ كان بهدف تخفيف العقوبات بحثاً عن مزيد من التهدئة والاستقرار داخل الوسط الكروي ولكن ضربت لجنة التظلمات بكل هذه الأمنيات عرض الحائط وأشعلت الفتنة من جديد بتلك العقوبة الغريبة التي من شأنها أن تزيد حدة الاحتقان والتعصب والغضب وتدخل الكرة المصرية في نفق مظلم وتهدد مستقبلها بعدم الاستقرار والهدوء بعد ان فتحت تلك العقوبات جرحاً كان قد بدأ الجميع يتناساه من أجل عودة النشاط الكروي بصورة طبيعية بدليل ان كامل أبوعلي تقدم بمبادرة من أجل المصالحة مع جماهير وإدارة النادي الأهلي كما قرر الرجل مع أعضاء مجلس إدارته وخبراء ونجوم الكرة القدامي ببورسعيد تشكيل قوافل للمصالحة والتهدئة وتوطيد العلاقات معها وفتح صفحة جديدة مع الأندية الشعبية وجماهيرها وكانت أول زيارة لتلك القوافل للنادي الإسماعيلي ونجحت في تصفية الأجواء تماماً وحققت نتائج إيجابية.. وكان الأمل ان تكلل هذه القوافل زيارتها بالتوجه مع أعضاء مجالس إدارة الأندية الجماهيرية الزمالك والاتحاد السكندري والإسماعيلي والمحلة إلي النادي الأهلي في مؤتمر شعبي لإعلان المصالحة الكبري .. ولكن جاءت تلك العقوبات والتي كان ينتظر تخفيفها بعد تقديم التظلم وليس تغليظها وكأن لجنة التظلمات أرادت ان تعاقب النادي المصري لأنه لم يحمد ربنا علي عقوبات الجبلاية الأولي أو أن هناك من يقف وراء اللجنة ويوجهها لتغليظ العقوبات وكأنها محاولة لإرضاء النادي الأهلي وجماهيره العريضة جداً حيث سبق واحتجت إدارة النادي علي عقوبة إيقاف المصري عامين فقط لقناعة رجالاتها بأنها لا تتناسب مع حجم الجريمة التي وقعت باستاد بورسعيد وإذا كنا جميعاً نعترف ببشاعة تلك المجزرة المروعة ولكن لا ذنب للاعبين ومجلس إدارة المصري فهم أبرياء ومعهم شعب بورسعيد وجماهيره الشريفة لأن الجريمة وقعت بسبب صراع مهاويس تنظيمات الألتراس بين الناديين وبين باقي التراس الأندية الأخري حتي قتلوا بعضهم البعض .. ولذلك كان من الطبيعي ان تخرج المظاهرات في بورسعيد وان ينفجر بركان الغضب وتعلن الجماهير عن اعتصامها .. وهنا لابد ان يتدخل الدكتور عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة لإيقاف تلك المهزلة خاصة ان اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة نفسها أعلنت رفضها لتغليظ العقوبات من أجل انقاذ مستقبل الكرة المصرية نظراً لخطورتها الشديدة سواء علي المستوي المحلي أو الدولي لان لجوء المصري للفيفا بملفه الساخن والذي يتضمن خطاباً رسمياً بعدم مسئوليته الأمنية عن إقامة المباريات ببورسعيد نظراً للانفلات الأمني الذي تعاني منه مصر منذ قيام ثورة يناير المجيدة مما أسفر عن وقوع مذبحة مباراة الموت وإلغاء النشاط الكروي وهو ما قد يدفع المحكمة الدولية الرياضية لإيقاف النشاط الكروي الدولي في مصر وهو موقف في غاية الخطورة خاصة ان منتخبات مصر تلعب خارج الوطن مبارياتها الودية .. مطلوب تدخل العقلاء من القيادات السياسية بالدولة والرياضية لاحتواء تلك المأساة التي تعيشها الكرة المصرية والفتنة التي أشعلتها لجنة التظلمات في الوسط الرياضي وكفانا عناداً وانتقاماً واحتقاناً..!!