جهاز التنسيق الحضاري. جزء مكمل وأساسي في وزارة الثقافة. ويعني بتحويل مصطلح "ثقافة". من عباءته النظرية إلي كيان واقعي ملموس محسوس في كل ميادين مصر ومدنها.. يؤكد الجهاز علي القيمة الجمالية لفنون العمارة وتخطيط الميادين والحدائق من أجل رفع الذوق العام. ومعالجة التشوهات وفساد الذائقة في كل مظاهر الحياة.. وكذلك الحفاظ علي تراثنا المعماري وتجديده وصيانته فهل استطاع الجهاز الذي يرأسه الكاتب سمير غريب أن ينهض بهذا الدور. ويحافظ عليه في ظروف معادية للقيم الجمالية. وفي ظل العدوان علي العمارة وتدمير مفردات الجمال في كل الميادين. وهدم منظم لثرواتنا المعمارية. وخاصة بعد الثورة. وانتهازية بعض المواطنين لتحقيق مكاسب مادية علي حساب القيمة الحضارية؟!! كفاح سمير غريب لأداء هذا الدور الوطني والجمالي والثقافي. في ظروف غير مواتية. يستعرضه في دردشة مع "الناس والثقافة". قال: مشكلة الجهاز هي مشكلة مصر كلها: من فوضي وبلطجة وضعف المحليات والأجهزة التنفيذية .. ورغم ذلك فعملنا مستمر ومتطور دائما واستطعنا اجتياز معظم الظروف الصعبة.. ونسير في اتجاهين اثنين : الأول الاهتمام بالميادين العامة. وتحديدا ميدان التحرير. الذي لم يكن حاضنا لثورة 25 يناير فقط. بل كذلك كل الثورات منذ انشائه أيام الخديوي اسماعيل. وعقدنا مسابقة دولية لإعادة تخطيطه وتصميمه. بما يسمح بالتعبير عن كل الأحداث الكبري التي شهدها الميدان. وآخرها ثورة 25 يناير. لم أخضع للواقع المحلي الراهن والمضطرب. فتوجهت الي الخارج طالباً المساعدة الدولية لمصر في مجال التنسيق الحضاري والحفاظ علي التراث. بعد أن فقدت مصر عقب الثورة عددا كبيرا من المباني التراثية والأثرية المهمة. مثل محافظة الإسكندرية. وما تعرضت له هذه المباني من إحراق وتدمير. ومنها أقسام الشرطة كقسم السيدة زينب وقسم الخليفة.. وكذلك المجمع العلمي المصري.. ولذا فقد وقعنا بروتوكول تعاون مع بعض المؤسسات الدولية المهتمة بهذا الشأن. ومنها مؤسسة "هابي تات" وهذا الاسم اختصار لمسمي "منظمة الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية" وتم توقيع هذا البروتوكول مؤخرا. وشمل ثلاثة مشاريع أساسية في مجال صياغة الميادين العامة في القاهرة الكبري. وأولها ميدان التحرير. وإعادة التنسيق لواجهات المباني المطلة علي الطريق الدائري. بعد ازدحام المناطق المحيطة به بالمباني قبيحة الشكل والتي تؤثر علي السياحة .. والمشروع الثالث يتضمن حلولا عملية وعلمية لمشكلة الباعة الجائلين وانتشارهم في وسط القاهرة. لدينا مشروع آخر .. كما يؤكد رئيس جهاز التنسيق الحضاري بالتعاون مع اليونسكو. ويتصل بالقاهرة الفاطمية. وقد شهدت تدهورا في عمرانها طوال السنين الماضية واعتداءات كثيرة عليها وهدم بعض مبانيها وإقامة مبان جديدة فيها بدون ترخيص.. وهذه المنطقة في الأصل محمية عالمية كمنطقة تراث عالمي منذ السبعينيات .. وسوف توقع بروتوكولا بهذا الشأن مع اليونسكو قريبا . وهناك مشروع خارج القاهرة ممول من الاتحاد الأوروبي للاهتمام بمدينة رشيد. بصفتها تراثا إنسانيا عالميا. ونسعي لتسجيلها .. وهذا المشروع يتعاون فيه مركز دراسات البحر المتوسط في أشبيلية بإسبانيا. سألت سمير غريب: ثلاثة وزراء تداولوا الموقع في وزارة الثقافة خلال عام. ابتداء من عصفور .. مرورا بمحمد الصاوي ود. عماد ابوغازي. قبل أن يتولي موقع الوزارة حاليا د. شاكر عبد الحميد.. هل تغيرت سياسات فاروق حسني علي يد هؤلاء الوزراء الثلاثة أم أنهم اعتبروا أنفسهم امتدادا له؟! قال: عصفور لم يستمر سوي عدة أيام ولم تكن لديه فرصة لعمل أي شيء.. وهو أصلا جزء من وزارة فاروق حسني بصفته أمينا عاما للمجلس الأعلي للثقافة حينذاك . أي قبل الثورة . والصاوي شغل الموقع اياما معدودات كذلك.. أما من ظل تسعة أشهر فهو د. عماد أبوغازي وقد كان مؤيدا للثورة منذ البداية.. لكن الظروف غير مواتية للتغيير في أية وزارة بالحكومة الماضية والحالية. فهي وزارة انتقالية أو تسيير أعمال ولا نستطيع محاسبة أي وزير علي انجازات ما.. ونأمل بعد انتهاء الفترة الانتقالية في تغيير جذري بوزارة الثقافة. فهي في حاجة الي هذا التغيير. وقد استمرت تدار بوزير واحد منذ عام 1987 حتي يناير 2011. وهذه أطول فترة لوزير ثقافة في تاريخ مصر.. نحتاج بعد انتخابات الرئاسة الي تغيير كامل في شكل هذه الوزارة ومضمونها. وننتظر وزيرا ثوريا مستنيرا. وحول غياب الثقافة والمثقفين عن اللجنة التأسيسية للدستور. والتي حكمت محكمة القضاء الإداري ببطلانها يري سمير غريب أن هذه اللجنة لم تنجح منذ بداية التشكيل. بدليل هذا الحكم. والآن هناك فرصة مع تشكيل جديد لها في دور بارز للمثقفين. خاصة أن منهم مفكرين وأساتذة قانون ومؤرخين وكتابا. ويملكون خبرات عظيمة في العمل العام.