رغم أننا نعيش في القرن ال 21. ورغم قيام ثورة 25 يناير البيضاء. إلا أن الوضع حالياً في مصر لم يتغير كثيراً عما قبل الثورة. فما زال هناك مواطنون يحيون حياة غير آدمية. فلا إسكان ملائماً. ولا عمل يعف عن ذل السؤال ولا علاج ناجحا. من هؤلاء المواطنين سكان عمارة الإيواء المقابلة لكلية التربية النوعية بأشمون محافظة المنوفية. والذين يعتبرهم المسئولون مواطنين من الدرجة العاشرة. هؤلاء السكان يقطنون منذ حوالي 20 عاماً في تلك العمارة التي تتكون من أربعة طوابق بكل منها 10 حجرات تسع 40 أسرة معيشتهم بها لا تسر عدواً ولا حبيباً. وقد بحت أصواتهم للمسئولين لتوفير مكان يليق بآدميتهم. لكن دون جدوي.. "المساء" تجولت داخل العمارة. والتقت عدداً من سكانها. وبالكلمة والصورة نقلت المأساة من أرض الواقع. معيشة غير آدمية يقول ممدوح أبوعجاجة: أعول أسرة مكونة من 11 شخصاً. نعيش جميعاً منذ20 عاماً في حجرة واحدة مساحتها 3.5 * 3 متر مربع بإيجار شهري 20 جنيهاً. موضحاً أن الحمامات مشتركة وبدون أبواب وشبابيك والسباكة رديئة والمياه تنساب من الحنفيات باستمرار. أضاف أحمد السيد شرف "سائق": أقيم وأسرتي المكونة من 7 أفراد منذ 16 عاماً في حجرة بتلك العمارة التي تسكن في كل طابق بها 10 أسر يستخدمون 3 حمامات مشتركة لا تصلح للاستخدام الآدمي. والأدهي من ذلك أن الصبيان غالباً ما يدخلون علي الفتيات بها.. وأشار إلي أن جدران العمارة منهار والسلالم متهالكة بسبب تسرب مياه المجاري إليها. وقد تصل إلي أسلاك الكهرباء الموجودة بأسقف الحجرات مما يهدد حياة السكان بالخطر. أوضح عاطف كامل إبراهيم "نجار": أن البلكونات الموجودة داخل الحجرات بدون أبواب. مما يعرض السكان لأمراض الشتاء. وفي الصيف تصبح الحجرات مأوي للذباب والبعوض.. مشيراً إلي أن بعض السكان اضطروا إلي هجر حجراتهم التي تحولت إلي مقالب للقمامة تعيش فيها الثعابين والفئران والحشرات داخل العمارة. أكد محمد حسين أبوعمران "ماسح أحذية" أنه يعول أسرة مكونة من 5 أفراد وجميع سكان العمارة معرضون للخطر نتيجة تدلي أسلاك الكهرباء فوق رءوسهم والمصيبة الكبري وجود بوتاجازات مزودة بأنابيب الغاز داخل الحجرات. مما ينذر بنشوب حرائق في أي وقت وبالتالي وقوع خسائر مادية وفي الأرواح. أوضحت باتعة قمر هلال أن الحجرة لا تسع أي أسرة فهي ضيقة وقطع الأثاث متراكمة فوق بعضها وبالتالي فالمعيشة بها غير آدمية بخلاف أن البنات تنمن بجانب الأولاد دون النظر للسن. لأن العين بصيرة واليد قصيرة. مشيرة إلي أن الظلام يخيم علي أركان العمارة ليلاً مما يجعلها مأوي للبلطجية واللصوص وتجار المخدارات ومكاناً لارتكاب الفواحش وبالتالي ينظر أي شخص للعمارة علي أنها مكان مشبوه ويتم الاستغناء عن سكانها في العمل الخاص. نشوي جمال: أعيش وزوجي وأطفالنا الثلاثة في حجرة بدون باب فوجئنا بالحجز علينا لعدم سداد 18 جنيهاً قيمة الإيجار الشهري. رغم أننا نقيم منذ أكثر من 15 عاماً بها ولا يوجد مصدر ثابت للدخل الذي لا يكفي ضروريات الأسرة. رضا خالد إبراهيم: بعد وفاة زوجي تزوجت مرة أخري من شخص محبوس حالياً علي ذمة إحدي القضايا وأعول بمفردي 5 أبناء إرعاهم من خلال ما أتقاضاه نظير قيامي بغسل السجاد والمفروشات لبعض الأسر. لكن سمعة العمارة أوقفت حالي. وبالتالي لا أستطيع سداد الإيجار وأصبحت مهددة بالحبس وأسرتي بالتشرد والضياع. محمد رمضان قنديل "سائق": أعول أسرة من 7 أفراد داخل حجرة أقطن بها منذ 25 عاماً. خيوط العنكبوت أغلقت مداخل الحجرات والحمامات المهجورة. فضلاً عن أن أسقف الحجرات به تشققات ومياه المجاري والمحارة يسقطان علي رءوسنا وفي أواني الطعام. التربية النوعية طالب أحمد ممدوح أبوعجاجة "تباع" بنقلهم للإقامة في مساكن آدمية تسع أسرهم. خاصة بعد أن طالب مسئولو كلية التربية النوعية بنقلهم إلي مكان آخر لما يحدث فيها من ضوضاء ومشاجرات تؤثر علي سير الدراسة بالكلية. وأوضح أن تلك العمارة يطلق عليها "عمارة الموت" التي دائماً ما تهتز نتيجة مرور السيارات الثقيلة والمسرعة. وكذا القطارات بجوارها مما يبث الرعب والخوف لدي السكان.. مشيراً إلي أن العمارة بجوارها مركز صيانة الصرف المغطي بأشمون ثم منطقة التأمين الاجتماعي وفي مواجهتها معهد البنين الأزهري وكلية التربية النوعية وخلفها مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية.. وهذه العمارة لا يصلح وجودها بتلك المنطقة. أضاف محمد حسين أبورمضان: إن مسئولي مجلس المدينة طالبوا سكان العمارة بالبحث عن مكان آخر يأويهم بحجة أن منهم من يمتلك أموالا يستطيع بها شراء شقة راقية. موضحاً أن مجلس المدينة عندما أعلن عن حجز وحدات سكنية تقدم معظم سكان عمارة الإيواء. إلا أن طلباتهم تم رفضها بحجة أن سكان الإيواء ليس لهم الحق في التقدم للإعلان. فضلاً عن وجود 3 بلوكات تابعة لمجلس المدينة تتكون من 6 طوابق بكل منها 6 شقق غير شاغرة. أشار إلي أنه سبق تقدمنا بشكاوي عديدة للمسئولين الذين اكتفوا بطلاء العمارة من الخارج فقط علي حساب الوحدة المحلية دون القيام بترميم وصيانة مرافقها وأساساتها. رئيس المدينة من جانبه أكد اللواء عبدالسلام عبدالباري. رئيس الوحدة المحلي لمركز ومدينة أشمون. أنه سبق ترميم وصيانة كافة دورات المياه بالعمارة علي نفقة مجلس المدينة. وحالياً تم عرض إمكانية بيع العمارة للجامعة لاستغلالها كمدينة سكنية لطالبات كلية التربية النوعية المغتربات مقابل بناء عمارة أخري علي نفقة الجامعة لسكان الإيواء.. وأشار إلي أنه سيتم بناء عمارة أخري علي مساحة فدان وتم التصديق علي هذا المشروع من أجل. الأسر الأولي بالرعاية وذلك بمساحة 63 متراً مربعاً للشقة وتتكون من صالة وحجرتين ومطبخ وحمام لكل أسرة. اعترف رئيس الوحدة المحلية بأنه تم بالفعل الإعلان عن وحدات سكنية. لكن لم يتقدم أحد من سكان عمارة الإيواء بطلب للحجز.. مشيراً إلي أنه بمناقشتهم أوضحوا أنهم يريدون وحدات سكنية بديلة دون دفع أي "مليم". أَضاف: إنه توجد عمارتان رقمي 7 و8 بجانب مستشفي الليونز للعيون تم حجزها من قبل المواطنين وفقاً للشروط. لكن تلاحظ وجود مشكلة اختراقهما خط جهد متوسط "هوائي" ولعلاج تلك المشكلة تم تخصيص نصف مليون جنيه لتغيير الجهد الهوائي إلي آخر أرضي سيتم بعده تسكين الحاجزين علي الفور.