كتبت مرارا عن وزارة الخارجية المصرية "العظمي". التي أصدرت مؤخرا أكبر حركة تنقلات وترقيات لسفراء ودبلوماسيين.. وطالبت بأن يقوم مجلس الشعب بفتح ملف هذه الوزارة التي تحرص دائما علي أن تكون الأمور الداخلية المتعلقة بها بعيدة عن وسائل الإعلام حتي ينعم السادة "الاكسلانسات" في وزارة الخارجية بالحياة الناعمة بعيدا عن الحسد والقيل والقال..! ولكن الزلزال يأتي هذه المرة من الداخل وبعد أن كان عدد من السفراء والدبلوماسيين يتصلون بي علي استحياء للتحدث عن بعض المخالفات والتجاوزات والمحسوبيات داخل الوزارة فإن سفير مصر في دولة قطر محمود فوزي دينا خرج علي الملأ يتحدث عن فساد داخل وزارة الخارجية ويؤكد أنه يملك المستندات التي تؤكد ذلك ويقول إن الثورة لم تصل بعد إلي وزارة الخارجية. يقول السفير محمود فوزي إن وزير الخارجية فور علمه برغبته في التقدم بمستندات الفساد إلي النائب العام سارع إلي اتخاذ قرار بنقله إلي بغداد فجأة وهو الأمر الذي يهدد حياته بالخطر..!! ويشير السفير باصبع الاتهام في الفساد وإهدار المال العام إلي مساعدي وزير الخارجية أيضا ويقول إنه يملك المستندات الدالة علي فسادهم جميعا. والسفير المصري في قطر أرسل رسالة بكل هذه المعاني نشرتها صحيفة "المصريون". وحتي الآن لم يصدر أي تعقيب رسمي من وزارة الخارجية علي ما جاء في رسالة السفير أو الإجراء الذي سيتم اتخاذه معه. فالسفير رغم أننا نسانده في الكشف عن الفساد إلا أن خوفه من الذهاب إلي العراق علي ما يبدو كان وراء وصوله إلي حافة الانفجار وارتداء قناع الشجاعة ومحاولة فضح الوزير والوزارة حيث يعتقد أنه كان ضحية مؤامرة من زملائه للتخلص منه بنقله إلي بغداد..! والسفير الذي ذكر العديد من الأسماء في رسالته التي يتحدث فيها عن التجاوزات ركز بشكل خاص علي الذين سبق لهم العمل في السفارة المصرية في قطر. وهو علي أية حال أمر يتكرر في معظم السفارات المصرية بكل العواصم وحيث العادة المصرية في أن من يأتي يهدم إنجازات من سبق أو يظل معتقدا أن الآخر يتربص به ويتمني له الفشل..! والسفير حزين لأنه سيغادر الدوحة "الخليجية" إلي بغداد "الأمريكية" وفي الأولي استرخاء واستمتاع وفي الثانية. عناء وإرهاب..! ولن نقسو علي السفير كثيرا فهو علي أية حال قد ساعدنا كثيرا في إثبات كل ما كنا نقوله عن أن أداء الوزارة في حاجة إلي المراجعة وأن جيل الدبلوماسيين العظام في الخارجية المصرية قد انتهي وأن هناك جيلا جديدا من "الموظفين" التقليديين..! ولأن مدرسة الخارجية تفقد بريقها فإنها تتخلي أيضا عن دورها وتأثيرها في المجتمع. وقد تساءلنا من قبل عن سر غياب دور وكلمة وموقف لوزير خارجية مصر في قضايا تتعلق علي سبيل المثال بالعلاقات المصرية الأمريكية وقضية المساعدات الخارجية ومنظمات المجتمع المدني التي تتلقي تمويلا من الخارج وكيف كانت الوزيرة فايزة أبوالنجا هي التي تتصدي لهذه القضايا والوزير غائب في جولات مكوكية في الدول الآسيوية. وهو وضع يثير الاستياء لأن وزارة الخارجية هي المؤشر والترمومتر للصورة والدور المصري في الخارج عربيا وأفريقيا ودوليا. وهو دور تراجع كثيرا لعديد من العوامل قد لا تكون وزارة الخارجية وأهمها. ولكن العديد من السفراء الذين أوكل إليهم مسئولية تمثيل مصر في هذه الدول كانوا غير مؤهلين ولا قادرين علي القيام بدورهم.. وكانوا يبحثون عن البلاد "المريحة" و"المربحة" قبل أداء العمل..! إن السفير محمود فوزي الذي أدرك الآن أن هناك ثورة ويتمسح بها ويقول إنها لم تصل لوزارة الخارجية عليه أن يشعر بالخجل من نفسه أولا. فهو الخائف علي حياته من الذهاب لبغداد.. وكان واجبا علي الوزارة إرساله في دورة تدريبية أولا في "إمبابة"!! ** ملحوظة أخيرة: كيف يمكن أن نتحدث عن العدالة وأن نطالب باحترام القانون في الوقت الذي يحاصر فيه الآلاف المحاكم ويرفعون ويرددون شعارات تهدد وترهب رجال القضاء.. وكيف يمكن لقاض أن يصدر حكما عادلا في هذه الأجواء الإرهابية..!! إن ما يحدث في قاعات المحاكم الآن وعند نظر القضايا السياسية هو إرهاب للعدالة وتعطيل لها.. وأم الشيخ طلعت مصرية.. هكذا هتفوا مع أن الموضوع لا يحسم إلا في أمريكا..!!