يسأل فوزي السيد عبدالله من المنوفية: شهيد العلم وشهيد الحرب أيهما أحق بتخليد ذكراه؟ حيث كان ابني البالغ من العمر عشرين عاما طالبا بكلية التجارة بجامعة القاهرة ووقع عليه الاختيار ليكون عضوا في رحلة علمية رسمية وأثناء قيامه بهذه الدراسة حصلت الوفاة في حادث اصطدام فهل يعتبر شهيدا مثل شهادة المسلم الذي يموت في الحرب دفاعا عن الوطن؟ وهل يستحق شهيد العلم ما يستحقه شهيد الحرب من تكريم لذكراه كإطلاق اسمه علي أحد الشوارع أم لا؟ ** يجيب الدكتور سعيد صالح صوابي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر: اتفق الفقهاء ان الشهيد الكامل هو شهيد الدنيا والآخرة هو المسلم المكلف الطاهر الذي قتله أهل الحرب أو أهل البغي أو قطاع الطريق أو وجد في المعركة وبه أثر دال علي قتله أو قتله مسلم ظلما بآلة حادة ولم تجب بقتله دية وكان موته فور اصابته بأن لم يباشر أمرا من أمور الدنيا بعدها وحكمه أن يكفن ويصلي عليه لا يغسل ويدفن بدمه وثيابه الا ما ليس في جنس الكفن كما أمر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم في شهداء أحد هذا هو شهيد الدنيا والآخرة. أما شهيد الآخرة فقط فقد قال الأسيوطي كما نقله عنه ابن عابدين أنهم نحو االثلاثين وزادهم بعض الفقهاء الي نحو الأربعين منهم الغريق والحريق والغريب ومن مات في سبيل طلب العلم وهؤلاء يغسلون ويكفنون ويصلي عليهم وفي هذا يتبين ان هذا الابن اذا كانت رحلته في سبيل طلب العلم فانه يعتبر من شهداء الآخرة فقط لموته غريبا ولا ينطبق عليه حكم شهادة الدنيا والآخرة أما مسألة تخليد اسمه فهذا أمر دنيوي. * تسأل أسماء وشيماء رضا من السويس: ما حكم الشرع فيما يحدث من التصارع علي المناصب؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين مدير عام مديرية أوقاف السويس. لقد وضحت الشريعة الإسلامية خطورة المناصب. وأن كل راعي مسئول عن رعيته. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. فالإمام الذي علي الناس راع وهو مسئول عن رعيته. والرجل راع علي أهل بيته وهو مسئول عن رعيته. والمرأة راعية علي أهل بيت زوجهما وولده وهي مسئولة عنهم. وعبدالرجل راع علي مال سيده وهو مسئول عنه. ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" "صحيح الإمام البخاري" وذكر الإمام محمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه: باب: ما يكره من الحرص علي الإمارة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إنكم ستحرصون علي الإمارة. وستكون ندامة يوم القيامة. فنعم المرضعة وبئست الفاطمة" كناية عن فرح الناس بالإمارة ثم حزنهم بعدها وعن أبي موسي رضي الله عنه قال: دخلت علي النبي صلي الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي. فقال أحد الرجلين: أمرنا يارسول الله. وقال الآخر مثله. فقال: "إنا لا نولي هذا من سأله. ولا من حرص عليه" ففي هذه الأحاديث التحذير الشديد من الحرص علي الإمارة.