صدق أو لا تصدق المصانع تلقي بالسموم في نهر النيل والمياه الملوث يتم القذف بها في النيل. صدق أو لا تصدق صيد الاسماك يتم بكرات التونيا السامة التي تهلك الثروة السمكية والبواخر والمراكب تلقي بمخلفاتها في النهر يوميا وطفح المجاري والمياه الكريهة تأخذ طريقها إلي مياه النيل مباشرة. الأغرب من ذلك اننا نشرب ونأكل ونروي الزرع من هذه المياه الملوثة والأخطر من ذلك ان سكان المدن والقري المطلة علي النيل اكثرهم مصاب بفيروس "سي". تلوث النيل جريمة يشارك فيها الشعب بسلوكه والحكومة بطناشها.. "المساء" تدق ناقوس الخطر وتقدم نموذجا لهذه المأساة من كفرالشيخ: يقول بهجت سعد الخطيب "رجل اعمال": المصانع تلقي بمخلفاتها بدون معالجة ومازالت الاساليب المستخدمة بدائية لغياب الرقابة مما نتج عنه تدمير الثروة السمكية حيث ترتفع نسب ثاني اكسيد الكبريت والأمونيا وغاز كبريتيد الهيدروجين والمحملة بالسموم والتي تصيب المواطنين بالأمراض المزمنة وعلي رأسها الفشل الكلوي والتليف الكبدي مع موت كميات كبيرة من الاسماك والتي تطفو علي الماء ويجمعها اصحاب الضمائر الخربة لبيعها بأسعار رخيصة. اضاف محمد وحيد الفار نائب مدير محطة الغاز بدسوق ورئيس الشئون القانونية: توجد مأساة حقيقية لأن نهر النيل يتعرض لكارثة بيئية ويمتليء بدموع الصيادين الحزاني علي حاضرهم النفسي ومستقبلهم المجهول الذي يرونه يدخل في كهف مظلم لا يرون فيه أي بصيص من أمل بعد هلاك الثروة السمكية وانتشار أمراض الفشل الكلوي والكبدي. أما مختار القاعود وعلاء السمح ومحمد البنا من ابناء خط الساحل علي النيل بكفرالشيخ فيؤكدون ان كل انواع الملوثات موجودة في نهر النيل نتيجة للاهمال والقاء المخلفات والحيوانات النافقة بالاضافة إلي النباتات والحشائش ومثل ورد النيل وغيره الماء هذه النباتات تؤثر علي انتاجية الاسماك كما انها تساعد علي تكاثر انواع عديدة من الطلفيليات وتختبيء بداخل هذه النباتات يرقات البعوض وقواقع البلهارسيا بالاضافة إلي مياه الصرف الصحي التي تعد من اسوأ مصادر التلوث. يقول حسن خليل زيدان من ابناء دسوق: الاسماك لم تعد متوفرة بالنيل ويرجع ذلك للمخالفات المتعددة مثل الصيد المخالف واستخدام مادة الفوتيا السامة بالاضافة إلي صور التلوث الزراعية والآدمية والصناعية . اشارت الدكتورة فريدة عبده وكيل نقابة الصيادلة من مدينة مطوبس المطلة علي النيل نحن ندق ناقوس الخطر ونقول انقذونا فالمخلفات والصرف الصحي تصب مباشرة في النيل كما ان مصنع كفرالزيات يقوم بالقاء المخلفات والعوادم السامة التي تظل بالنيل فترات طويلة . يؤكد المستشار موسي عبده رئيس محكمة: تلوث النيل جريمة ولابد من تطبيق القانون رقم 48 لسنة 82 بشأن حماية نهر النيل من التلوث .