يعتقد البعض أن الإخوان رشحوا الشاطر عقب حرب البيانات بينهم وبين المجلس العسكري وكإعلان ضمني عن خروجهم علي الاتفاق مع العسكري علي مرشح توافقي بينهما.. وفي الواقع أنني أري ترشيح الشاطر ما هو إلا توصل للاتفاق علي التوافقي ولكن بطريقة غير مباشرة.. والدليل المبدئي هو إعلان ابنة الشاطر عن صدمتها في ترشيح الجماعة لأبيها ثم عدم ظهور الشاطر بنفسه أثناء الإعلان عن ترشيح الجماعة له وكأنه مدفوع لذلك!! ثم يبقي الأهم وهو أن الاخوان تيقنوا من أنهم لو أعلنوا صراحة تأييدهم لمرشح من خارج الاسلاميين ترضي عنه عيون العسكري وبقية التيارات الحزبية الأخري فسيسقطه الشعب أيا ما كان هو. ولو أعلنوا تأييدهم لأبو الفتوح فستسقط الجماعة من نظر الشعب خاصة بعد أن فصلوه حيث سيفسر موقفهم هذا علي أنه تمثيلية ونوع من المسكنة إدعتها الإخوان علي الشعب حتي يتمكنوا من البرلمان ثم تأسيسية الدستور فالرئاسة.. ونظراً لما كشفه استطلاع رأي أجراه الأهرام من تقدم عمرو موسي واحتلال أبو اسماعيل للمرتبة الثانية بهذا يتضح ان المنافسة ستنحصر بين موسي وأبو اسماعيل وأبو الفتوح ولاستحالة إعلان الإخوان تأييدها للثاني والثالث ولخجلها من اعلان تأييدها لموسي باعتباره من ضمن رجال النظام السابق مثلما سبق وأعلنت الجماعة رفضها تأييد أي مرشح عمل مع النظام السابق.. بهذا لم يبق أمام الإخوان سوي أحداث عاصفة باعلانهم ترشيح الشاطر خيرت كما لقبه المرشد. لا ليفوز مثلما يعتقد البعض خاصة مع ما سببه هذا الترشح من انتقادات حادة للجماعة هزت صورتها وثقة الرأي العام فيها. ولكن رشحته ليضمنوا علي الأقل بترشيحه تفتيت أصوات الناخبين الاسلاميين علي ثلاثة مرشحين بدلا من اثنين.. وفي حالة خروج أبو اسماعيل من السباق ستهتز الثقة في الاسلاميين اكثر لتتمركز بذلك أصوات الناخبين حول المرشح الرابع والاول علي القائمة منذ البداية وهو موسي.. وبهذا تكون الجماعة قد قدمت الشاطر قربانا لا يهمها ان يحترق بل الأهم أن يفتت أصوات أبو الفتوح ومن قبله أبو اسماعيل اذا أكمل السباق دون خروج. أن تفتيت الاصوات ما بين أقوي مرشحين اسلاميين بعد خروج الثالث أو حتي عدم خروجه سيصب بالتأكيد في مصلحة المرشح الرابع المتربع علي رأس قائمة الاستطلاع وهو موسي الذي لم تشأ الجماعة ان تعلن تأييده في العلن فسعت لاضعاف موقف منافسيه.. وقرينة ذلك ما أعلنه موسي من ترحيبه بترشيح الشاطر ومن أن المرشح التوافقي غالبا هو عمر سليمان الذي لم يتقدم للترشح بعد حتي كتابة هذه السطور.. ورأيي أن موسي آثر التصريح بذلك لفتا للانظار بعيدا عنه ومن انه قد يكون هو التوافقي حتي لا يحترق!! وهكذا تتضح لعبة الإخوان والعسكر بضرب الشاطر بأبو الفتوح ليحترقا سويا من أجل افساح الطريق للتوافقي!!