الاهتمام بالعنصر البشري علي قائمة أولويات وزارة الطيران المدني علي كافة المستويات ودائما ما نجد قرارات تصدر من المسئولين جميعها في مصلحة العاملين .. لم نجد يوما ما مسئولا يتعمد حجب المزايا عن الموظفين لأنه يدرك أن الاهتمام بالكوادر يؤدي الي التميز في كافة الأنشطة التي يتولونها وتكون النهاية المتوقعة مزيدا من النجاحات والتي تؤدي الي تحقيق الأرباح . أيضا لا يختلف اثنان علي أن حياة أي موظف أغلي من أي مال وإلا كان المال هدفنا وأرواح العاملين لا قيمة لها وهذه هي الطاقة الكبري. هذه المأساة أضعها أمام المسئولين بوزارة الطيران المدني وعلي رأسهم المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني والطيار حسن راشد رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية والمهندس مجدي بدر القائم بأعمال رئيس شركة ميناء القاهرةالجوي. مروه سمير حبشي موظفة بالخدمةالمميزة بمبني الركاب رقم "3" بمطارالقاهرةالدولي غادرت المطار بعد الانتهاء من عملها في طريقها الي بيتها بسيارتها الخاصة.. وشاء قدرها أن تصطدم سيارتها بأحد أرصفة طريق المطار الجديد فتنقلب السيارة وهي داخلها ثلاث مرات متتالية أمام كمين الشرطةفي مشهد درامي يشير إلي أن قائد السيارة قد فارق الحياة خاصة وأنها تحطمت بالكامل وأصبحت "خردة" . أسرع رجال الشرطة وبعض قائدي السيارات الذين تصادف مرورهم في الطريق لانتشال الموظفة من بين حطام السيارة أملا في انقاذها .. وكانت المفاجأة للجميع أنها لاتزال علي قيد الحياة رغم الإصابات المتعددة في كافة أنحاء جسدها النحيف والدماء التي غطت وجهها.. وعلي الفور تم استدعاء سيارة الاسعاف لنقلها إلي مستشفي مصر للطيران علي أمل انقاذها ووصلت الإسعاف في نفس الوقت الذي وصل زوجها وعدد من أقاربها وتم نقلها الي المستشفي وهي في غيبوبة كاملة لإسعافها وعلاجها. ما يثير الخجل والدهشة معا أن زوجها أراد أن ينقل السيارة المحطمة من مكان الحادث فإذا بأحد موظفي شركة ميناء القاهرة الجوي يطالبه بسداد مائة جنيه تعويضا عن تجريح الرصيف ويرفض نقل السيارة من مكانها إلا بعد أن يقوم بالتوجه اليخزينة شركة الميناء وسداد المبلغ المطلوب. الزوج يريد أن يلحق زوجته بالمستشفي ويريد أيضا أن ينقل السيارة المحطمة من مكان الحادث.. الموظف يرفض ويريد المبلغ الضئيل.. وبعد حوار عقير أعطي الموظف المبلغ علي أمل تسديده والسماح له بنقل السيارة وذلك بعد أن استجاب له. بالله عليكم حل هذا معقول؟ الموظفة ابنة شركة الميناء شاء قدرها أن تواجه حادثا أليما داخل مقر عملها وبدلا من أن نهتم بحياتها ونسرع في نقلها الي المستشفي ونتابع حالتها عن كثب.. نضع العراقيل ونطالب زوجها بسداد المبلغ الضئيل رغم أنها موظفة ويمكن الحصول علي المبلغ دون عناء ونترك الزوج ليلحق بزوجته التي كانت في حالة يرثي لها. واضح ان هناك أناسا لا يرغبون في تغيير عقولهم أو حتي لديهم ملكات التعامل مع المواقف الصعبة بالله عليكم عندما تعبر الموظفة محنتها وتتغلب علي آلامها هل يمكن أن تعود الي عملها وهي تحمل كل التقديرللمسئولين الذين اختفوا وقت محنتها واهتموا فقط بسداد المائة جنيه تعويضا لتجريح الرصيف؟! ثم نأتي الي العامل الإنساني والنفسي أليس من الطبيعي عندما يصاب موظف وينقل الي المستشفي أن يتم ايفاد مندوب بباقة ورد والاطمئنان علي سلامته؟! أم نتركه وكأنه وحيدة أحد يبدي اهتماما به لا من قريب أو بعيد. علي العموم واضح أننا بأيدينا أن نساعد علي وأد الانتماء وعندما يقتل الانتماء لا نري سوي صراعات وخلافات وسباقا علي تحقيق مصالح شخصية وهنا تكون الطامة الكبري ولا عزاء للجميع!!