الكثير من الآباء يرغبون في التعرف علي معلومات أكثر عما يدور في حياة ابنائهم الشباب وغالبا ما يكونون كتومين ويفضلون علي ما يبدو ان يسلكوا دروبا خاصة ولا يكون لديهم اي رغبة في التحدث مع الآباء ومع ذلك ينبغي علي الآباء ان يظهروا لابنائهم انهم علي استعداد تام للتحاور معهم في كل الأوقات. تقول الدكتورة سامية الساعاتي استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة: انه في النهاية يلجأ الشباب إلي الحوار ولكن فقط إذا كانت العلاقة بينهم وبين الآباء ليست قائمة علي الاجبار وان يكون الآباء علي استعداد للتحاور مع ابنائهم وتعد هذه خطوة هامة مع الترغيب في التحدث عن أي شيء ما مع ترديد عبارات مشجعة للحوار علي سبيل المثال يمكن ان تتحدث الآن. وتشير الدكتورة سامية إلي انه غالبا ما تنشب خلافات بين الأم وابنتها بمجرد ان تصل الابنة لسن المراهقة وان الابناء في هذه المرحلة يحاولون الحصول علي الاستقلالية وتنتاب الأم مشاعر خوف وقلق وتبالغ في الاهتمام بابنتها وفي كثير من الاحيان يكون هناك ايضا صراع اجيال حيث تأتي الأم من جيل بتصورات معينة أما الابنة فتأتي من جيل آخر تغيرت فيه طبيعة هذه التصورات مشيرة إلي أن عوامل كثيرة لها تأثير علي الابناء مثل تأثير العولمة والاعلام والفضائيات لها دور في ذلك وبالتالي تشعر الأم في الغالب انها لا تستطيع فهم ما يحدث في حياة ابنائها ولا عن وجهة نظرهم وعلي الجانب الآخر يري الابناء ان الآباء لا يفهمون الاشياء التي يفعلونها في حياتهم اليومية. وتري د.سامية انه من الممكن ان الحوار يساعد علي تقارب وجهات النظر بين الآباء والابناء وان يفهم كل منهم الآخر بصورة أفضل. وتؤكد ان التواصل والحوار والقبول المتبادل من الأمور الضرورية والهامة في هذه المرحلة وعندما يحدث الحوار فينبغي علي الاباء استعدادهم للاجابة عن الاسئلة التي يطرحها الابناء وخاصة ان كثيراً من الابناء يكون لديهم اسئلة ولكن الآباء لا يحبذون في الغالب الاجابة عنها وتري ايضا ان الآباء يخافون من ان تؤدي هذه الاسئلة إلي اسئلة اخري أو ان تحفز الابناء علي الاستفسار عن معلومات في مسائل اخري ربما تكون غير لائقة. تقول الدكتورة سامية ان جميع الدراسات البحثية تؤكد ان الشباب الذين يحصلون علي اجابات لاسئلتهم من خلال المنزل والآباء قلما يميلون إلي اللجوء لمصادر اخري خاطئة ليستقوا منها معلوماتهم.