* بعد مرور أكثر من عام كامل علي قيام ثورة 25 يناير مازال شعب مصر في كل المواقع يري ان الثورة لم تصل بعد وان كل شيء علي ماهو عليه وان النظام السابق لم يصبح بائدا بعد.. الناس يشعرون بالإحباط وكاد معظمهم يسلم أمره لليأس ويقول الكلمة المعتادة "مافيش فايدة" * بصراحة أنا اختلف مع كل المحيطين اعتقد ان الثورة ستصل الي المواقع وانها فقط مسألة وقت فالثورة المصرية التي اندلعت في يناير من العام الماضي ثورة لها خصوصيتها ولها تفاعلاتها الدراماتيكية المختلفة واذا تم عمل دراسة مقارنة بينها وبين كل الثورات التي واكبتها والثورات التي سبقتها لاتضح انها ثورة عبقرية رغم كل ما شابها من اختلافات ومعضلات اتصور أنها طبيعية وصحية أيضا. * لو عدنا الي السادة والسيدات المحبطين الذين يرون ان الثورة انتهت ومفعولها لم يصل الي مفاصل الدولة وأطرافها وان النظام السابق سنتأكد ان الثورة قد أتت بقوي جديدة تم انتخابها شعبيا لتكون ممثلة لهذا الشعب وتحمل علي اعناقها أمانة تنفيذ أهداف الثورة وهي المكلفة بوصول الثورة الي كل شبر علي أرض الوطن وهي المسئولة عن تغيير الدم الفاسد الذي مازال يسري في عروق الدولة. * ليس مطلوبا من الثوار ولا من الشعب ان يتولي هذه المهمة فقد اختار نوابه وكلفهم بالفعل وان لم يفعلوا لن يبقوا وسيختار غيرهم وهم يدركون ذلك جيدا ولكن مشوار انتقال السلطة لابد من قطعه الي النهاية ووقتها ستتمكن القوي الجديد وممثلو الشعب من اجراء عمليات تطهير شاملة وتستطيع ان تضخ دماء جديدة في شرايين وأوردة الدولة يحل بدلا من الدم الفاسد المتكلس الملتصق المتعفن من العهد السابق ووقتها فقط يمكن ان نسميه العهد البائد. * يجب ان يدرك الجميع ان كنس الفساد وقطع رءوس التابعين لنظام مبارك سيتم بسهولة وفي ظل حكومة تسيير أعمال مثل حكومة الجنزوري أو غيره بل سيتم فقط عندما تستطيع قوي الثورة والقوي المنتخبة من تسلم السلطة التنفيذية التي تمتلك الحق الشرعي والقانوني في قطع دابر الفساد وزحزحة رءوسه التي مازالت مسيطرة علي كل المواقع القيادية والتنفيذية في المؤسسات والشركات وغيرها والتي اطمأنت في مواقعها معتقدة ان المسألة خلصت. * في النهاية يمكن القول ان الشعب المصري الذي صبر طويلا علي مبارك وأفعاله قادر علي الصبر قليلا حتي تصل الثورة الي كل مواقع الفاسدين التابعين وسيمنح الفرصة للقوي الجديدة ليري فعلها وعلي هذه القوي ان تعرف ان صبر شعب مصر لن يطول.