أمسكت اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة العصا من المنتصف كما هو معتاد.. وقررت إلغاء الدوري وإقامة كأس مصر ودورة تنشيطية تعوض الأندية عن خسائرها المادية الفادحة.. واستبعدت النادي المصري لحين تحديد موقفه من العقوبات عن طريق رد الاتحاد الدولي للعبة "الفيفا". قرارات كانت متوقعة.. في ظل الضبابية الكثيفة التي نحياها والخوف المسيطر علي الجميع وارتعاش الأيدي كسمة واضحة الآن في كل القرارات وعلي كافة المستويات. بعيداً عن قرارات اللجنة.. فإن لي عتاباً لشعب بورسعيد.. ويقيني انه عتاب كل مصري لهم. بداية.. لا أحد يرضيه أبداً أن يتم تنفيذ حكم الإعدام في محافظة بالكامل.. برجالها ونسائها وشبابها وشيوخها وأطفالها. نعم.. هناك جريمة وقعت. ومسئولون عنها. وعقوبات لابد من فرضها. وحقوق شهداء يجب أن تحصل أسرهم عليها. لكن.. يجب ألا يعمينا الغضب مما حدث والبكاء والحزن علي الشهداء الأبرار ونعاقب محافظة بالكامل بسبب مجموعة فقدت الوطنية والإنسانية وقد تكون من بورسعيد أو من خارجها. لذا وحتي يستريح الجميع.. فلابد من الإسراع في إعلان الحقائق الغائبة حتي يحصل كل ذي حق علي حقه وينال كل متهم ومقصر جزاءه الرادع الذي يريح الأرواح البريئة في الملأ الأعلي ويهدئ القلوب المشتعلة ويضمن عدم تكرار الكارثة مرة أخري. عتابي لشعب بورسعيد سببه الانفعال المبالغ فيه منهم أمس الأول والذي وصل إلي درجة نزولهم الشارع في مظاهرة حاشدة حملوا خلالها علم إسرائيل رافضين هبوط النادي المصري كعقوبة لما حدث في المباراة الكارثة قائلين إن المصري خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه. إننا نرفض تماماً وصف شعب بورسعيد بأنهم يهود مصر. وكان يمكن فرض عقوبات تتسم بالردع أيضا علي المصري بعيداً عن الهبوط أو رفع الموضوع للفيفا. الآن.. الكرة أصبحت في ملعب "الفيفا".. وقد يتخذ قراراً قاسياً ضد المصري.. قد يكون الهبوط فعلاً. وقد يكون الحرمان من اللعب في بورسعيد لمدة معينة تطول أو تقصر. مع وضع ستاد بورسعيد علي قائمة الاستادات سيئة السمعة وبالتالي تحريم إقامة أي مباريات عليه مدي الحياة مثلما فعل مع ستاد "هيسيل" البلجيكي بعد مذبحة 29 مايو 1985 التي راح ضحيتها 39 مشجعاً إيطالياً من جماهير اليوفنتوس علي يد جماهير ليفربول الإنجليزي وهي مذبحة مشابهة إلي حد كبير لمذبحة بورسعيد وإن كانت أقل في عدد الضحايا. الفيفا يا شعب بورسعيد ليس لديه خطوط حمراء.. وسيكون المصري لديه مثل أي ناد في الدنيا وسيعاقبه بمنتهي القسوة إذا توافرت أمامه الأدلة المادية التي تدينه وما أسهلها. وإذا كنا نرفض بشدة فرض حصار اقتصادي علي بورسعيد لأن ذلك يصب في خانة من يريدون إشعال حرب أهلية بين الشعب الواحد إضافة إلي ما يحمله هذا الحصار من انعدام الإنسانية ويورث أحقاداً يصعب ازالتها.. فإننا أيضا نرفض تماماً وبمنتهي الشدة وبأعنف العبارات أن ترفع جماهير بورسعيد علم إسرائيل مهما كانت الأسباب. رفع العلم الإسرائيلي بأيدي البورسعيدية أمر خطير جداً يا شعب بورسعيد ويخصم من رصيدكم الذي لا يتحمل خصماً. فرق كبير وكبير جداً بين أن تكونوا غاضبين دفاعاً عن ناديكم.. وبين أن تتصرفوا بحماقة وعدم وعي. خطأ لا يغتفر ولا يمحوه سوي الاعتذار الصريح والعلني. ** فوضي ونكتة * أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أن 158 مرشحاً سحبوا أمس استمارات الترشيح في أول يوم لفتح الباب. إذا كان هذا هو الحال في اليوم الأول.. فعندما ينتهي ميعاد التقديم بعد شهر.. سنجد أن عدد المرشحين للرئاسة أكثر من الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم!! بصراحة.. ما يحدث لانتخاب رئيس الدولة.. فوضي ونكتة. الحرية.. لا تكون بهذا الشكل المضحك.