بعد رفع حظر سفر الأجانب المتهمين وبينهم أمريكيون في قضية التمويل الأجنبي للمنظمات الأهلية.. كنت في حالة ترقب سفرهم بين لحظة وأخري بحكم العمل الصحفي.. وقد أحاط المسئولون موعد سفرهم بسرية تفادياً لوجود الصحفيين وعدسات المصورين.. لكن تأكد سفرهم بمجرد هبوط طائرة خاصة أمريكية بمطار القاهرة ووقوفها علي موقع "6" بالمهبط انتظارا لاقلاعها وعلي متنها المتهمين ال 17 من جنسيات أمريكية ونرويجية وألمانية وصربية ولبنانية. الغريب أن الطائرة الأمريكية هبطت بمطار القاهرة دون الحصول علي تصريح مسبق من سلطة الطيران المدني المصري مما يعد مخالفة للقانون.. الأمر الذي دعا الطيار علاء عاشور رئيس السلطة لاتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضد الطائرة الأمريكية وتوقيع الغرامة ومخاطبة سلطة الطيران المدني الأمريكي بالواقعة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تتخذ كافة الاجراءات المعمول بها لمنعها من الهبوط؟ خاصة أنها لم تحصل علي تصريح من السلطة وكان لابد من اجبارها علي الهبوط في أقرب مطار.. أما السماح لها بالهبوط في مطار القاهرة ليس له سوي تفسير واحد وهو أن الطائرة الأمريكية كانت محصنة من أي اجراءات تتخذ ضدها ولا أجد مبرراً لأن سيادة الدول لها الاحترام ولا يمكن اختراقها من خلال الأجواء دون الحصول علي الموافقة والمنصوص عليها في القانون الذي تم تحديده من قبل المنظمة العالمية للطيران المدني "الايكاو". الشيء الآخر الذي لابد من تناوله أن مطار القاهرة وبالتحديد صالة "4" المخصصة لرحلات الطائرات الخاصة قد شهدت حضوراً من الأمريكيين في مقدمتهم الملحق العسكري الذي اتخذ من الصالون الرسمي مقراً لاقامته انتظاراً لحضور المتهمين والاطمئنان علي سفرهم دون مشاكل. في الخامسة من مساء الخميس قبل الماضي وصل المتهمون وبرفقتهم عدد من أفراد الحراسة يرجح أنهم من قوات "المارينز" ثم توجهوا الي صالة السفر بعد خضوعهم لعمليات تفتيش دقيقة من قبل شرطة ميناء القاهرة وقام عدد من موظفي السفارة الأمريكيةبالقاهرة بإنهاء كافة الاجراءات للمتهمين. ما يثير الخجل والدهشة معاً أن أحد أفراد جهة أمنية منوط بها متابعة سفر المتهمين وهو قصير القامة لم يكن في وضع المسئولية وفوق الحدث حيث قام بمنع عدسات الصحفيين من المتابعة داخل صالة السفر بطريقة غير لائقة وباسلوب يندي له الجبين مما أثار حفيظة الجميع وكاد الأمر يصل الي أزمة بعد أن تجرأ وقام بدفع زميلة صحفية والاحتكاك بها بشكل فج ومنعها من التصوير ما اضطر الجميع الي متابعة عملهم من خارج الدائرة الجمركية بعد أن تم منعه من الاحتكاك بالصحفيين. لا أدري لماذا الاصرار علي عدم تصوير المتهمين؟ رغم أنه يعلم علم اليقين أن المتهمين جاءوا الي أرض الوطن لزعزعة استقراره واتباع أساليب رخيصة للوقيعة بين أبناء الوطن. ولكن واضح أن قصير القامة حريص علي عدم فضح الأمريكان مما يؤكد أنه مازال في غيبوبة ولا يعلم أن مصر تغيرت بعد ثورة 25 يناير وأن عهد الظلم والفساد واظهار العضلات قد انتهي الي الأبد.. والصحافة أصبحت حرة مستقلة.. وحرية الرأي والتعبير مكفولة لكل مواطن مصري.