* تسأل الطالبة شيرين خيري: بعض الزميلات يمزحن ويقعن في الكذب. فهل المزاح عذرلهن؟ ** يجيب الشيخ كمال خضيري عبدالغفار إمام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز بالإسكندرية: الكذب عند أهل الحق هو الإخبار بالشيء علي خلاف الواقع عمداً. أي العلم بأن خبره هذا علي خلاف الواقع. فإن لم يكن مع العلم بذلك فليس كذباً محرماً.. وهو حرام بالإجماع سواء كان علي وجه الجد أو علي وجه المزاح. فقد ورد الخبر مرفوعاً إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم. وموقوفاً علي بعض الصحابة: "لا يصلح الكذب في جد ولا في الهزل". وورد في الصحيح: "إياك والكذب. فإنه يهدي إلي الفجور وأن الفجور يهدي إلي النار. ولا يزال العبد يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذاباً".. وما أكثر من هلك باستعمال الكذب في الهزل والمزح. وأشد ما يكون من ذلك إذا كان يتضمن تحليل أو تحريم حلال أو ترويع مسلم يظن أنه صدق. ومن ذلك رجل كان بين أصدقائه في مكان. فأقبل أعمي. فقال: "إذا رأيت الأعمي فكبه أنك لست أكرم من ربه. وقال ذلك لإضحاك الحاضرين. ولم يدر أن هذا يتضمن كذباً علي الله يجعل ما ليس من القرآن قرآن. وهو متضمن تحليل الحرام المعلوم من الدين بالضرورة حرمته فالكذب كله حرام. والخلاصة أن هناك فرقاً بين المزاح والكذب. لأن المزاح ليس فيه تعمد الكذب فالفارق بين الاثنين توفر النية.. والرسول صلي الله عليه وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقاً. * يسأل مصطفي كامل: أسكن قريباً من مشهد سيدنا جلال السيوطي وأشاهد الاحتفال بمولده وأسمع من يردد قول الله تعالي: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" "سورة يونس- 62" .. فما المقصود بأولياء الله حتي لا نفهمها بمعان متعددة.. أرجو توضيح ذلك حتي نكون علي بيّنة؟ ** أولياء الله تكلمت بتعريفهم الآية.. قال تعالي: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون" "سورة يونس : 62- 63". فالولي هو المؤمن التقي. والتقوي هي فعل ما أمر الله به وترك ما نهي الله عنه مع الإخلاص لله في السر والعلن. وأول أركان الإسلام علي خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. وصوم رمضان. وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.. فليس هناك ولي لا يصلي بل ليس هناك مسلم حقيقي ولا يصلي. والإيمان ليس بالقلب فقط. بل لابد أن يصدّقه العمل. * تسأل طالبة بكلية الحقوق: يقترب الامتحان فما حكم الإسلام في كل عام ولي زميلات يلجأن إلي ساحر يعمل أحجبة تسهل لهم الامتحان. فما حكم الإسلام فيمن يلجأ إلي السحر لمثل هذا العمل أو إيذء الآخرين؟ ** السحر هو تسخير الجان للإضرار بخلق من مخلوقات الله تعالي والسحر محرّم في الإسلام ولا يجوز فعله لما فيه من الإضرار بالغير. ولما فيه من التلفظ بألفاظ محرّمة تخرج الإنسان عن الإيمان. والساحر لا يملك أن يجعل الامتحان سهلاً. ولكن الفوز بالنجاح لا يتحقق إلا بالجهد والعرق والمذاكرة والمواظبة والاجتهاد "فمن طلب العلا سهر الليالي" وكان ابن مسعود يردد ويقول: من أتي ساحراً أو عرّافاً فصدّقه فقد كفر بما أنزل علي محمد صلي الله عليه وسلم.