الحديث عن الإدارة الضعيفة وغير المتخصصة لا ينتهي.. لأنها المشكلة الأزلية التي تعاني منها مصر.. منذ عشرات السنين وحتي الآن.. وقد أوضح ذلك وأكثر من مرة د. مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق وكان آخرها منذ حوالي خمسة شهور في آخر زيارة له للقاهرة. هذا الإداري العبقري الذي جعل من بلده نمرا آسيويا في 6 سنوات فقط.. شخص الداء المصري في جملة واحدة قال: "إن مصر تتمتع بمقومات لا طائل لها في العالم لكن ينقصها الضمير اليقظ والإدارة المتطورة".. وطرح الحل في جملة أخري قائلا: "لو نجحت مصر في القضاء علي الفساد لانتعشت الإدارة واستيقظ الضمير وعادت لمكانتها المعهودة". لكننا كعادتنا منذ عصر المخلوع.. "نسمع من هنا ونترك من هناك".. هكذا حالنا.. سنة كاملة بعد الثورة ضاعت من عمر هذا الشعب الذي قام بثورة لم يشهدها التاريخ المعاصر.. سنة كاملة لا نسمع فيها سوي الشعارات والهتافات. مشكلتنا أننا نعمل كأفراد متفرقين.. كل منا في جزيرة منعزلة عن الآخر.. وكل واحد يعتبر نفسه هو كل شيء لا نسمع النصيحة.. الكبير يضغط علي الصغير.. ويأخذ منه كل شيء.. والصغير - بالتالي - لا يحترم الكبير ولا يسمع له.. عدنا مرة أخري لنسمع الشعارات القديمة.. بأننا شعب لا ينفع معنا سوي فرعون.. لأن الطيب في نظر الناس ضعيف ولا يستطيع أن يحكم أو يدير.. الفلول تريد العودة بنا إلي عهد المخلوع مرة أخري.. لكن هيهات.. الثورة قامت ولن تموت. لذلك.. علينا واجب وطني لابد أن نؤديه جميعا.. وهو محو هذه الصورة من حياتنا.. والتغلب علي هذه المشكلة الأزلية والانطلاق إلي الأمام بفكر متطور وإدارة واعية. علينا أن نبدأ بثورة شاملة في التعليم بدءا من رياض الأطفال وإدخال مناهج جديدة تعلم الصغار كيفية إدارة شئون أنفسهم ومدرستهم ومنزلهم ووطنهم وذلك بأسلوب قائم علي أحدث التكنولوجيات العالمية. علينا.. أن نعد صفوفا أخري تستطيع أن تدير أي مكان "مدرسة - مصنع - جامعة - مؤسسة" وتنهض به وتقفز بالمجتمع إلي الأمام.. لا إلي "الخراب" كما هو حتي الآن. علينا.. أن نكف عن جلد الذات.. ونتكاتف جميعا من أجل مستقبل مشرق لنا ولأجيالنا.