لا يرغب فارس خضر ان يسير في الطرق البحثية المعبدة والجاهزة والمستهلكة. بل أراد ان يشق لنفسه درباً مستغلاً في رسالته للدكتوراه التي نوقشت بالأمس في المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون. اختار فارس لنفسه موضوعا طريفاً وجديداً هو "المدن المسحورة والمعتقدات الشعبية" وفي مكان ناءي من أرض الوطن هو قري واحدة الداخلة. ليشارك عملياً في إزالة الظلم الواقع عن هذا الجزء من وطننا. ويطلعنا علي تفكير أهله. وأنماط أعرافهم واعتقاداتهم وموروثهم الشعبي المتوحد. رغم اختلاف السكان كما يذكر في دراسته بين لوبيين وبربر وقبط وعرب. والمدن المسحورة أو المطلسمة أو المخفية أو المستورة هي مترادفات يتواتر ذكرها بالمعني نفسه. للدلالة علي النصوص الشعبية الواردة في بعض المدونات. وذلك للاشارة إلي مدن لا تتبدي الا لمن يضل الطريق في الصحراء. فإذا ما تراءت للتائه ولجأ إليها فنجا من موت محقق ورأي ما بها من خيرات. دلَّه أحد ساكنيها علي طريق العودة. فإذا فكر في الرجوع إليها بصحبة آخرين لم يعثر لها علي أثر!! هكذا يعرف فارس خضر هذه المدن الواقعة ما بين عالم الجن وعالم الدنيا. في رسالته التي أشرف عليها كل من د. علياء شكري ود. سميح شعلان. وناقشها د. سعاد عثمان ود. إبراهيم عبدالحافظ... واستقصي الباحث خلالها أنماط التعبير الشعبي والفني عن هذه المدن وتحديداً في منطقة الواحات الداخلة. وما يتسم به شكل التعبير عنها من سمات إبداعية كالحبكة القصصية وبؤرة الصراع وأنماط الشخصيات واللغة.