طلبت السيدة كارولين سبيلمان وزير البيئة في بريطانيا إلي الملايين من أفراد الشعب أن يستعملوا أو يأخذوا ¢الدش¢ أي الحمام لمدة 4 دقائق فقط وذلك بسبب الجفاف القائم في جنوب شرق إنجلترا. وأعلن في لندن أن توفير مدة الحمام دقيقة واحدة يوفر 9 لترات من المياه كل يوم. ومعروف أن الفرد في البلاد هناك يستهلك أو يستخدم 150 لتراً من الماء في الحمام ولكن الحكومة تعتقد أو تتمني خفض هذه الكمية بمعدل 20 لتراً. ووزعت الحكومة علي الشعب مقاييس للتوقيت يستعملها أثناء الحمام لمنعهم من استخدام أو استعمال المياه أكثر من اللازم. وقالت الحكومة: جاء الجفاف ولابد من الاقتصاد في استخدام المياه. وأتخيل ما يحدث في بلادنا والسخرية التي ستواجه بها حكومة مصر إذا طلبت من الشعب الحرص علي مياه النيل من الآن ولا ننفقها أو نستهلكها أو نهدرها إستعدادا للموقف الذي ستواجهه البلاد إذا تطورت الأزمة أو الأزمات بيننا وبين حوض النيل وأعيد توزيع المياه علي دول الحوض جميعاً وبينها مصر. وقد حان الوقت لنفكر في ذلك من الآن ونتخذ التدابير اللازمة للاقتصاد في مياه النيل. والحكاية مسئولية الشعب قبل الدولة ولكن مسئولية الحكومة هي أن تعلم الشعب وأن توفر الأجهزة اللازمة في كل البيوت والأماكن العامة لتحديد حصة الفرد من المياه التي يجب أن يدفع الشعب ثمناً لها ولا يستهلكها فيما لايفيد. وقد قيل هذا كثيراً من قبل. وتردد بحسم عندما تثار أزمة جديدة حول توزيع مياه النهر مع دول الحوض وعندما يهدأ الضجيج يعود استهلاك المياه مرتفعاً كما كان ونرش الشوارع والسيارات بمياه النيل دون أن نفطن أن الزمن قد تغير وأنه حان الأوان لتغير عادات شعب مصر بالنسبة لاستخدام مياه النيل!