من الأمور العجيبة التي تستحق التأمل والتدبر درجة حرارة جسم الانسان التي تظل ثابتة رغم تغير درجة حرارة الجو. فالانسان يعيش في الأماكن الباردة حيث تنخفض درجة حرارة الجو تحت الصفر. وفي الأماكن الحارة حيث ترتفع درجة الحرارة فوق الأربعين. ومع ذلك تظل درجة حرارة جسم الانسان في حدود 37 درجة مئوية فإذا ارتفعت درجة حرارة الجسم اختلت العمليات الحيوية وأصيب الانسان بالخمول والدمار المخي الدائم وعندما تزيد درجة الحرارة علي 43 درجة مئوية قد تحدث سكتة حرارية ثم الوفاة في الغالب. * كيف نتعامل مع الحمي؟ جاء في الحديث الصحيح: "إنما الحمي أو شدة الحمي من فيح جهنم فأبردوها بالماء" ويقول الطب الحديث ان الحمي الخفيفة لا تحتاج إلي استخدام العقاقير المخفضة لدرجة الحرارة فهي قد تفسد تأثير الأدوية المستخدمة في علاج المرضي أما إذا تطلب الأمر خفض الحرارة فإن كمادات الماء البارد أو المحلول الملحي البارد تكون مفيدة وفي حالات السكتة الحرارية التي تزيد فيها درجة الحرارة علي 42 درجة مئوية فإنه من الضروري وضع المريض في حوض من الماء المثلج أما استخدام الكورتيزونات في خفض درجة الحرارة فإنه له مخاطر تتمثل في خفض درجة الحرارة بصورة مفاجئة ويكون مصحوبا بانخفاض ضغط الدم. "هل للحمي فوائد" رغم خطورة الحمي إلا أن جسم الانسان قد ينتفع بصورة كبيرة بها حيث ان العديد من الكائنات الدقيقة تنمو بصورة أفضل في درجات الحرارة المنخفضة وارتفاعها يوقف نمو هذه الكائنات الدقيقة وتزداد الأجسام المضادة. د .يحيي سنبل