* دائما ما تبدأ الشكوي بالجيزة والعذاب الذي يسببه الحب.. أما مشكلتي فهي أعمق من الحيرة وأصعب من العذاب.. وقد تحدث لكثير من بنات جيلي وقبل ان أحكي لك مشكلتي.. دعيني اعرفك بنفسي. عمري 32 عاما متوسطة الجمال والتعليم لكنني أمتلك الثقافة وحب المعرفة.. وهبني الله قلبا حنونا لأبعد مما تتصورين وهذه نقطة ضعفي التي يفهمها من حولي خطأ. أعمل في مجال تجارة الملابس والخردوات منذ أكثر من 13 عاما ومنذ أربع سنوات انتقلت للعمل في مكان آخر وجاء عملي مع رجل في مثل عمري متزوج ولديه ثلاثة أولاد.. مر علي معرفتي به بعض الوقت ولم اشعر نحوه بأي تغيير مثل باقي من قابلتهم في حياتي السابقة.. إلي أن حدثت المفاجأة فقد جاءني وتكلم معي عن حبه وتعلقه به.. رفضت ذلك بشدة ثم عدت وضعفت كما يحدث لضعيفات غيري تضعفهن الكلمات الحنونة. كانت كلمات جديدة لم أسمعها ولم أعرفها ولم أحاول حتي التعرف عليها.. فقد كنت دائما أرضي بحالي لأنني ملتزمة ومتدينة.. طوال سنتين كاملتين احاول الهرب منه رغم انني احتاج للعمل بشدة فأنا من أسرة فقيرة.. هذا غير انني تعرضت لحادث في يدي التي اكتب بها ولذلك لا استطيع الحصول علي عمل بسهولة وبالتالي لا اقدر علي ترك العمل معه ومع كل ذلك حاولت الفرار.. لكنه كان يعيدني بطريقته ويتدخل الزملاء لاعادتي ولم أكن اجرؤ علي البوح بما بيني وبينه فلا أحد يعرف علاقتنا. سيدتي أنا غير طامعة في رجل تمتلكه امرأة أخري كما انه لو ارتبط بي سيكون نصف رجل لا أكثر فهل ارتبط بنصف رجل في الظل هذا سيكون صعبا معي خاصة انني انسانة حساسة ولا أحب إلا قسمة الله لي حتي لو كان الفقر والحرمان. أعرف ان مشكلتي طريقها مسدود واصبحت كل الأشياء سوداء من حولي وهو يريد أن يصورها علي انها وردية ويطالبني بالصبر وأنا أعرف ان الصبر ليس حلا لأنه لن يجعل زوجته ترضي بشرع الله ولا الصبر سيجعله يعرف حدود الله معي. أريد سماع رأيك ورأي العقل.. لعل ما تقولينه يقويني وهذا ما أتمناه الخلاص بالزواج أو الفرار. بدون توقيع ** قد يكون الفقر حاد الأنياب يغرسها في أرواح الفقراء ولا يتركهم إلا ضحايا له.. ولكنهم غالبا يموتون شرفاء.. الفقر ليس عيبا.. كان قلب رسولنا الكريم ينفطر حزنا وفاطمة ابنته اقرب المقربين إلي قلبه تخبره بأنها جائعة ولا تملك كسرة خبز أو شق تمرة تسد بها رمقها وجوعها.. اذكر لك هذا واقول لك مقولة علي ابن ابي طالب زوج فاطمة البتول بنت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وحبيبة قلبه عندما قال "لو كان الفقر رجلا لقتلته". يا عزيزي كونك فقيرة ليس عذرا للارتماء في حضن رجل لا دين له ولا ضمير.. وأظنه لن يتزوجك فهو يقامر بك ويبحث عن مغامرة لا أكثر من ذلك فهو يستغل حاجتك للعمل وللحب وللزواج وبما انك في سن الثانية والثلاثين فماذا تفعلين؟ هذا هو مدخله إليك ولذا أقول لك ابحثي عن عمل آخر مهما كانت صعوبة هذا فالله الذي يرزق وليس العباد. وكما وجدت هذا المكان لتعملي به ستجدين غيره وعلي باب كثير من المحلات ستجدين لافتة تطلب فتيات للعمل لديها إذن المسألة ليست مستحيلة تبقي رغبتك التي لا تدرين عنها شيئا أو التي تحاولين التحايل عليها فأنت لا تريدين الفرار ولكن مراوغته لك هي السبب الذي جعل صدرك يضيق فالصبر الذي يطالبك به ما هو إلا مسكن لك حتي تستمري معه في تلك العلاقة. هذا الرجل يحتاج منك لإعادة تفكير بغض النظر عن أنك ستحصلين منه علي نصف رجل أو لا شيء.. عليك أولا أن تسألي نفسك هل هذا ما تريدينه زوجا لك.. هل تأمنيه علي نفسك؟ فكري جيدا واتصور ان الزواج أفضل فهو الشرع ولن يلومك أحد علي ذلك ولكن ستلومك الدنيا كلها علي علاقة مشبوهة.. الأمر كله الآن بين يديك.. إذا كان هذا الرجل مرفوضا كما ذكرت في رسالتك بأنه غير مطمع فعليك بالفرار إلي عمل آخر واقطعي صلتك بهذا النصف رجل الخبيث. أما إذا كنت ستكلمينه فأقل شيء أن يكون الكلام معه بشكل شرعي فورا وبدون صبر.. يبقي رأي العقل ويتمثل في تركك العمل والرجل والتفكير في مستقبلك.. فمن تخاف الله ترفض رجلا لا يخاف الله فهو غالبا ما يجرها إلي الطريق المنغلق عن طاعة الله والرسول يدعونا إلي الاختيار فيمن نرضاه خلقا ودينيا.