اخوان.. سلفيون.. صوفية.. شيعة.. جماعة إسلامية اشراف.. كلها تيارات إسلامية خرجت إلي سطح الحياة العامة والسياسية مع ثورة يناير.. بعضها ضمن مكانا علي القمة وبعضها يحاول.. وآخرون يقولون "نحن هنا".. فهل يعني هذا بداية لشقاق واختلاف في المجتمع بين تلك التيارات وبالتالي تعتبر ظاهرة سلبية ام ان الديمقراطية وان كانت وليدة فهي كالبوتقة التي تستوعب كل التيارات مهما اختلفت لتكون ظاهرة ايجابية؟ ممثلو هذه التيارات قالوا ان قوة اي نظام سياسي تظهر في مدي قدرته علي استيعاب واحتواء كل التيارات بداخله في أمان.. لكن هذا لايمنع من الانتباه لحدوث فتنة بين هذه الطوائف اذا تمسك كل منها برأيه وحاول فرضه دون النظر للصالح العام.. مع ضرورة الاعتراف بوجود اطراف خارجية قد تجد في تنوع التيارات ملعبا لها لاغراض خاصة.. وهنا يظهر دور الازهر ليعول عليه كثيرا في تلك المرحلة لتجنب حدوث ما يمكن ان يشبهه الصراع او الشقاق بين الطوائف الاسلامية. * الدكتور حاتم أبوزيد باحث في علوم الحديث الشريف والتاريخ القبطي يشير إلي ان كلمة طوائف ليست غالبة في المجتمع المصري لكن هي تيارات اسلامية مختلفة ما بين سلفيين واخوان وصوفية وجميعهم مسلمون ولايوجد اي فرق بين هذه التيارات ولا اتوقع حدوث اي خلاف ولكن نوع من التنافس وهو امر طبيعي في ظل الديمقراطية. بالنسبة للشيعة فهم ليسوا بالطائفة الكبيرة المؤثرة في المجتمع المصري لكنهم مجموعة من الافراد يحاولون الظهور علي الساحة منذ الثورة بعد ان خفت القبضة الامنية لكن الشعب سوف يرفضهم وينبغي ان يكون التيار الاسلامي علي يقظة تامة لان الشيعة يبدأون في استمالة الناس اليهم علي انهم من آل بيت رسول الله وتعظيمهم ثم يطعنون في الصحابة شيئا فشيئا. يضيف ان السلفيين معروف انهم فقهاء والاخوان لديهم نشاط قديم في امور الدين والسياسة ودعم داخلي وبعضهم رجال اعمال يحدث خلاف بين الاطراف في القضايا الرئيسية في القانون وامور الاقتصاد والضرائب ولكن الامور الحياتية لن يحدث بشأنها خلاف لان ذلك بعيد عن طبيعة الطرفين.. وعلي الازهر ان يكون له دور في مراقبة هذه التيارات. الأجندات * الدكتور محمد الدريني امين عام تجمع ال البيت الوطني التحرري الشيعة يقول ان افكار واهداف هذه التيارات لو كانت لمصلحة البلد فلا يوجد اي خطورة سواء كان تمثل السنة او الشيعة لكن الخوف من حدوث فتنة بين هذه الطوائف اذا تمسك كل منهم برأيه دون النظر للصالح العام او ان تكون الاجندات التي تحرك هذه التيارات او الطوائف هدفها تقسيم مصر. يضيف ان من حق الشيعة وغيرهم ان ينعموا بالحرية وهم ليسوا غرباء من الساحة فهم موجودون منذ ايام العهد البائد وكانوا يدافعون عن الحريات وسوف تكون لهم مطالب بعد الثورة باسم تجمع آل البيت الوطني التحرري إلي شيخ الازهر عبارة عن تسع نقاط تتعلق بمطالب شيعة مصر اهمها المطالبة بمرجعية مصرية لشيعة مصر تحت لواء الازهر.. مع تجريم اي مدرسة شيعية تسب الصحابة. * الدكتور أحمد خليل عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي يؤكد ان لكل تيار اسلامي رؤية ووجة نظر وعندما تكتمل الرؤية يستطيع ان يقدم نفسه في حزب سياسي او كما يشاء في المجتمع سواء سلفيين او اخواناً او هو فيه او جماعة اسلامية.. وقوة اي نظام سياسي تظهر في استيعابه للتيارات في داخله واغلب التيارات تتفق علي الاصول والضوابط العامة من داخل من يؤمنون بالمشروع الاسلامي. يضيف انه لاينبغي النظر إلي المستقبل بهذه النظرة المتشائمة لانها تتنافي مع الديمقراطية.. فلا توجد مشكلة ان يتجه اي شخص لتيار معين وحتي لو اختلفنا فلا توجد مشكلة والمهم ان لايؤدي هذا الاختلاف إلي الانشقاق فاهم اسباب هذا الانشقاق هو الجهل والتعصب وعدم التحاور. * محمود الشريف نقيب الاشراف يقول ان ما يحدث الان من تعدد التيارات الاسلامية شيء طبيعي لاي ثورة تحدث في اي بلد لكن المطلوب الانتباه لاي محاولة للتأثير علي وحدة مصر.. كما يجب ان نأخذ من الدين اخلاقياته في العمل السياسي ولانأخذ الشعارات الدينية لتحقيق اهداف اخري مع البعد عن تسييس الدين لتحقيق مغانم ضريبية او طائفية وعن حق اي مصري ان يمارس الحياة السياسية ويجب ان نعمل علي تقوية المؤسسة الدينية خاصة الأزهر واتباع الوسطية والاعتدال في منهجها حتي لانجد انفسنا امام مشكلة كبيرة وانقسام داخلي لانتمني ان يحدث ونقابة الاشراف ليس لديها مانع في ان تساند الازهر في هذه المهمة * الدكتور صفوت عبدالغني عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية يشير إلي ان مصر لم تصل إلي مرحلة الطوائف في المجتمع فالمسألة هي تنافس سياسي وليس تكوين طوائف او انقسامات حادة ومن الممكن ان تكون توجهات مختلفة او كتلاً برلمانية ووسائل اصلاح مختلفة لكن لن يكون له اثر الا داخل البرلمان لان هناك ارضية واسعة من الاسلاميين ترفض ان يحدث مثل هذا الانقسام. بالنسبة للشيعة فالامر يختلف فطبيعة الفكر الشيعي تختلف مع طبيعة ومعتقدات الشعب المصري لكن يجب ان يكون مواجهته بالحجة واقناع الشعب بالخطر الشيعي وهذا دور التيارات الاسلامية ومؤسسة الازهر وشيخ الازهر وهناك ايضا هيئة شرعية نشأت بعد الثورة وتسمي بالهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح انضم اليها كل التيارات والاحزاب لنشر الثقافة والوعي علي رأسها علي الثالوث امين عام الهيئة والدكتور محمد يسري واخذت علي عاتقها التقريب والحوار وسوف تكون بمثابة المراقب علي اي تجاوزات قد تحدث او انقسامات في المجتمع. * الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية يؤكد ان هناك رؤية خاصة بالتيار السلفي تختلف عن تيار الاخوان وقد تكون هناك رؤية اخري للجماعة الاسلامية.. وبالرغم من وجود هذا الاختلاف لكنه لن يصل إلي حد الصراع علي اساس طائفي مثل ما يحدث في دولة مثل العراق لسبب ان هذه التيارات لها مرجعية اسلامية ومتلزمة إلي حد ما بوثيقة الأزهر ومرجعيته هي اسلام الوسط ورفض التشدد والتعصب. يؤكد ان الازهر عليه دور كبير في المرحلة القادمة لتجنب حدوث ما يمكن ان يشبه الصراع او الانشقاق بين الطوائف الاسلامية ولابد من الاحتكام للازهر والرجوع اليه في القضايا الاسلامية المعروضة التي قد تثيرها هذه الطوائف وتستند فيها لاحكام الدين فالأزهر لايسعي للمشاركة في الحكم وله دور منذ القدم في قضايا كثيرة ومن الافضل ان تكون لنا مرجعية بدلا من ترك الصراعات تتفشي في المجتمع. يوضح ان الشيعة يحاولون الظهور وهذا امر وارد ولكن ليس لهم شعبية في مصر وللاسف لو اتيحت لهم الفرصة فسوف يحدث انشقاق فهناك اطراف خارجية وغير مرئية تحاول ان تتدخل في المجتمع وتؤثر في طوائفه. * الشيخ عبدالحليم العزمي رئيس تحرير المجلة الاسلامية الصادرة عن الطريقة العزمية يشير إلي ان اساس العمل الاسلامي هو بناء مجتمع صالح وليس الوصول إلي كرسي الحكم ويخرج من هذا المجتمع الحاكم والوزير وغيرهما فهذا اساس العمل الدعوي ولو تم تسخير هذا العمل للوصول للحكم فهذا خروج عن الوظيفة الاساسية. يقول نحن كصوفية لنا مساجدنا ونقدم خدمات للمجتمع ولنا معاهدنا الدينية وتواجدنا ليس بالجديد ولكن هناك اختلافاً بين التيارات الاسلامية وصعود التيارات الاسلامية إذا تم التعامل معهم ووعي لن يؤدي لصدام لكن لو حدث العكس فمن الممكن ان يحدث هذا الصدام اذا اصر تيار بعينه علي فرض افكاره ولم تستجب باقي التيارات وقد يحدث نتيجة ذلك انشقاق وخلافات شديدة.. ولايجب ان ننسي ان الشعب المصري عندما اختار من يمثله في البرلمان اختار من يحل مشاكله فنحن في ازمة اقتصادية وإذا لم يتفرغوا لحل مشاكل البلد واكتفوا بالمواعظ والخطب فالصناديق التي اتت بهم سوف تخرجهم من الحكم. بالنسبة للشيعة فمن الناحية الدينية هناك فروق في الفروع لكنهم في الاساس مسلمون لكن من حيث المبدأ لاينبغي ان يأتوا في مجتمع سني ويحاولون فرض مذهبهم الشيعي لان ذلك سوف يحدث خللا في المجتمع والازهر هو الضمانة الوحيدة والمرجعية الاولي للشعب المصري لتقييم من يخرج من هذه الجماعات عن احكام الدين. * محمود عامرالقيادي بحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين يؤكد انه لن يتم السماح لاي خلاف او انشقاق داخل المجتمع المصري فالجميع من حقه ان يكون له صوت وتيار اسلامي يؤمن به ويتبعه لكن لن نسمح ان تكون هذه التيارات الاسلامية سبباً في أي انقسام داخل المجتمع. يؤكد ان هناك مرحلة جديدة قادمة سيكون فيها للبرلمان الرأي في جميع الامور التي تخص المجتمع فالشعب اختار نوابه الذين يتحدثون باسمه ومطالبهم سوف تكون من اهم اولوياته ولن نسمح بوجود اي تظاهرات في الميادين بصورة تخلق مشاكل او تهدد المجتمع ونرفض تماما ان يفرض احد رأيه بحجة الدين فجميعنا مسلمون ومرجعيتنا هي الدين الاسلامي.