نزلوا بالألاف اليوم إلي الميدان ميدان التحرير وكل ميادين مصر أطلقوا صيحتهم المدوية بمناسبة الاحتفال بالعيد الأول للثورة ثورة الشباب التي قضت علي عصابة الفاسدين التي نهبت مصر علي مدار الثلاثين عاما الماضية.. نزلوا الي الميدان ليؤكدوا أن الثورة لاتزال مستمرة ومؤكدين أن أرواحهم مشاريع شهادة وانهم مستمرون في ثورتهم حتي تتحقق كل المطالب وأن شعارهم هو "رغيفك من فاسك" و"قرارك من راسك" وذلك في دعوة للعمل والانتاج حتي نستطيع أن نوفر رغيف العيش لأنفسنا وبالتالي سيكون قرارنا من أنفسنا دون تأثير من أي قوي خارجية. شباب الجامعات وكل شباب مصر أطلقوا صيحتهم التي زلزلت كيان الفاسدين وأدخلتهم القفص الحديدي منذ عام في هذا اليوم العظيم هذا اليوم الذي تم تدوينه في أنصع صفحات التاريخ البشري الحديث. الشباب بعثوا للعالم كله ان مصر بلد الحضارة والمستقبل وبسواعد وعقول ابنائها تستطيع التغلب علي المستحيل وهذا ما حدث بالفعل في الخامس والعشرين من يناير 2011 هذا اليوم الذي كان مسجلا علي انه عيد لزبانية الشرطة وأمن الدولة تم تحويله بقدرة الله عز وجل وعزيمة أبناء مصر الي يوم خالد في تاريخ مصر الحديثة. المساء عاشت معهم للاحتفال بهذا اليوم العظيم بعد لقاءات يومية لعدة ائتلافات من مختلف كليات جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان بجانب بعض الجامعات الخاصة اسفرت هذه اللقاءات علي الاتفاق علي تحديد المطالب وكيفية التنظيم داخل الميدان والاصرار علي ان تكون الصورة سلمية ومشرقة كما كانت منذ عام. ومن فرط اخلاصهم لوطنهم وثورتهم رفضوا ذكر أي اسم منهم أو نشر صورهم وهم بالعشرات معللين ذلك بأنهم لايقومون بشئ يستحقون عليه الشكر أو الدعاية الاعلامية وقالوا ان من يستحق ذلك هم الذين تصدوا لزبانية المخلوع من الشرطة وأمن الدولة وسقط منهم شهداء كثيرون لايجدون من يرعاهم حتي الان. اللافت للنظر أنهم يلومون أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا إزاحة الفلول من مناصبهم ولذلك رفعوا شعارات جديدة في الميدان منها ارحمونا فلول المخلوع مازالوا يتحكمون في مستقبلنا نظام التعليم متخلف والبحث العلمي يتراجع. شباب الثورة اعلنوا مطالبهم في يوم عيدهم وتساءلوا متي سيكون التطوير الشامل للتعليم بشكل عام والجامعة والدراسات العليا بشكل خاص ومتي سيكون لدينا بحث علمي علي مستوي حضارة السبعة آلاف سنه؟! كما تساءلوا أين استقلالية الجامعات التي يتشدق بها وزير التعليم العالي ليلا ونهارا ؟! وطالبوا ان تكون كل محافظة مسئولة عن جامعتها بحيث تكون المقرارت والمناهج مناسبة للمجتمع والبيئة الموجودة فيها. ان المسافة الفاصلة بين 25 يناير2011 و25 يناير 2012 سنة واحدة بحساب الزمن لكنها في عمر البشرية تبدو سنينا طويلة بحسب الأحداث التي جرت في فترة الثورة والتي مازالت تجري حتي الآن فقد ضاع عام كامل من عمر شعب مصر في فوضي وبلطجية وانفلات أمني متعمد. محمد منتصر وعلي شعبان وخالد متولي بكلية الحقوق جامعة القاهرة الفرقة الثانية أكدوا ان الثورة لن تموت وسوف تستمر لكي تتحقق مطالب الشعب وكفايا مافات من عمرنا في ذل وقهر وتخلف..يطالب سامي عبدالستار وعلي شرف بكلية التجارة جامعة عين شمس الفرقة الرابعة بضرورة ان يعلن الإخوان عن مشروعهم القومي لانقاذ مصر وهل لديهم رؤية حقيقية للوضع الراهن والمستقبل أم لا. كما طالب زملاؤهم جميل هاني وسيد عبدالله وحسين عبدالجواد بكلية الأداب بنفس الجامعة بضرورة إعادة هيكلة جهاز الشرطة وتحويله الي وزارة للأمن الوطني بحيث نتحول الأقسام الكئيبة الي وحدات لخدمة المواطنين مع انشاء جهاز خاص لمكافحة البلطجية واللصوص أما أن تظل الشرطة كما هي حتي الآن منذ أيام المخلوع فهذا مرفوض. وسط هذا الجو المشحون كان يجب أن نوضح ان للثورة بعض الثمار والانجازات التي تحققت علي ارض الواقع ومنها البدء في انشاء مدينة زويل العلمية بالقرية الذكية بمدينة 6 أكتوبر والتي تعتبر بداية رائعة لتوطين البحث العلمي في مصر وانشاء مشروعات علمية وبحثية عملاقة تضع مصر في مصاف دول العالم المتقدم. هذه المدينة العلمية سوف تضم أكثر من 12 معهدا علميا متخصصا وجامعة غير تقليدية وأكد د. أحمد زويل ان مجلس أمناء المدينة يضم 6 علماء كبار من الحاصلين علي جائزة نوبل بالاضافة الي صفوف علماء مصر في الداخل والخارج وفي مقدمتهم د. محمد غنيم ود. مجدي يعقوب ود. مصطفي السيد وغيرهم. ومن جانبة أوضح د. محمد غنيم انه يواصل جهده العلمي في مشروع بحثي كبير مع فريق علمي رفيع المستوي للتوصل إلي علاج لمرض السكر باستخدام الخلايا الجزعية. ثم تأتي مؤسسة مصر الخير في مقدمة المؤسسات دعما للمشروعات البحثية والعلمية بعد الثورة بل أنها تمد المساعدات أيضا للمبدعين والمخترعين وقد منحت مؤخرا المخترع النابغة هيثم دسوقي الباحث بجامعة النيل التي تم دمجها في مشروع د. زويل جائزة المؤسسة والتي كانت عبارة عن تجهيزات كاملة لمعمله في جامعة النيل حتي يستمر في أبحاثه والمعروف ان هيثم دسوقي أسعد كل المصريين والعرب باختراعه المذهل والخاص بتحويل الأسطح الي شاشات تعمل باللمس وهو مايعرف باسم "تاتش ستيكر. ان ثورة 25 يناير بدأت ثورة استثنائية رافعة شعار "عيش حرية عدالة اجتماعية" ونجحت بفضل اخلاص ابنائها في الاطاحة بالفاسد وعصابته لكنها تواجه الآن وطوال عام مضي بثورة مضادة يقودها الفلول من أصحاب المصالح الخاصة ورغم هذا الضباب فسوف تشرق الشمس معلنة سطوع نهار الثورة لتبدأ مصر عهدا جديدا.