وبدأت مرحلة بناء الجمهورية الجديدة في مصر. بانعقاد أول اجتماع لمجلس الشعب المنتخب انتخاباً حراً مباشراً بنزاهة تامة برئاسة الدكتور سعد الكتاتني الذي حصل علي الأغلبية الساحقة من أصوات أعضاء المجلس. الآن أصبح مجلس الشعب منوطاً به تسيير الحكم في مصر مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء الحالي إلي أن تتم انتخابات مجلس الشوري. وتشكيل لجنة وضع الدستور ثم انتخاب رئيس الجمهورية. الآن أيضاً أصبح للشعب نواب يتحدثون باسمه ويدافعون عن مصالحه ويبنون مستقبله بلا مزايدة ليس لها هدف إلا إثارة الفوضي والبلبلة. وجعل مصر في حالة فوران تشغلها عن البناء والتنمية. الآن .. يجب أن يهدأ الإعلام المرئي والمسموع والمقروء عن النفخ في الكير باسم الثورة ليظل لهم دور في الوجود علي الساحة .. فالثورة ليست منابر خطابية من قنوات تليفزيونية ولا من صحف قومية أو حزبية أو مستقلة. الثورة موجودة في صدور شباب ضحوا بأرواحهم وأصيبوا في عيونهم وانطبقت عليهم الآية الكريمة: "من المؤمنين رجال صدقوا من عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". هؤلاء الشباب الأطهار يستحقون التكريم بأن تعمل كل أطراف الحكم علي النهوض بهذا البلد لتلبية كل مطالبهم في الحرية والعدالة الاجتماعية.. في القضاء علي الفساد والمفسدين .. في وضع حدين أدني وأعلي للأجور .. في تنمية حقيقية لخلق فرص عمل والقضاء علي البطالة .. في تلبية مطالب المظاهرات الفئوية .. في توفير مسكن ملائم لكل مواطن .. في توفير رغيف خبز يصلح للاستخدام الآدمي .. في منع الأزمات التي تطرأ بين لحظة وأخري كأزمة البوتاجاز .. وأزمة البنزين. الآن يجب ان يهدأ ميدان التحرير وينصرف المعتصمون فيه إلي العمل .. ونطالبهم بالعودة إليه إذا تقاعس الحكم عن تلبية مطالب الشعب بشرط أن نعطي للحكومة الفرصة الكافية لتوفير السيولة النقدية التي تلبي مطالب الثوار.. غداً .. العيد الأول للثورة .. وسوف يحتشد الثوار في ميدان التحرير للتأكيد علي مطالبهم الثورية .. وكل ما نرجوه ان يمر هذا اليوم بسلام بعيداً عن التدمير والتخريب .. فشباب ثورتنا الحقيقيون مدركون لواجبهم في هذه المناسبة .. وعليهم أن يضربوا بيد من حديد كل من تخول له نفسه الإضرار بأمن الوطن وبالمنشآت العامة. وبصراحة أنا ضد المطالبة بأن يقوم المجلس العسكري في هذه الفترة الانتقالية التي تبقي منها خمسة أشهر فقط بتسليم الحكم إلي سلطة مدنية .. لا نريد ان نغرق أنفسنا في رفع شعارات لا طائل من ورائها .. فلمن يسلم المجلس العسكري الحكم في هذه الفترة؟! يجب ان نعيد للشرطة في هذا اليوم هيبتها وان نتصالح معها .. واقترح ان يقوم وفد من شباب الثورة لا يتجاوز عددهم 10 أفراد بزيارة وزارة الداخلية للالتقاء بالسيد الوزير وبعض كبار الضباط وشبابهم لتبادل التهنئة بعيدي الثورة والشرطة .. والاتفاق علي نقطة البداية لهذا اليوم بحيث يكون الشعب والجيش والشرطة يداً واحدة لبناء مصر الثورة والديمقراطية. آخر المقال: كنت أتمني أن يعرض الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب خطابه الأول الذي ألقاه في المجلس بعد انتخابه علي أحد أساتذة اللغة العربية لتصحيح بعض الأخطاء اللغوية الظاهرة فيه .. فليس من المعقول ان نفاجأ في خطاب رئيس المجلس بأخطاء لغوية واضحة جداً.