استحوذت الذكري الأولي لثورة 25 يناير علي اهتمام الصحف العالمية. فقد ذكرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية ان الآمال العريضة في نظام عادل. التي طغت علي ميدان التحرير في قلب القاهرة تاهت في مناخ من التوتر والاضطراب ميز الفترة الانتقالية. مضيفة أن المجلس العسكري لا يرغب في تخفيف قبضته علي السلطة. ورأت الصحيفة في إحدي افتتاحياتها التي جاءت تحت عنوان "تحدي مصر" أن جماعة الإخوان المسلمين التي فازت بأكثر المقاعد في أول انتخابات ديمقراطية تتردد في إغضاب العسكر من ناحية وتزايد علي السلفيين الذين فازوا بعدد كبير من مقاعد البرلمان. من ناحية أخري. واعتبرت "الفاينانشيال تايمز" أن لدي الإخوان المسلمين عبر حزبهم الحرية والعدالة. فرصة لتحمل مسئولية إحداث تغيير حقيقي في مصر عبر حكم قوي وموسع له رؤية واضحة. مشيرة إلي تدهور الأوضاع الاقتصادية بما يتطلب التصرف الفوري بعيداً عن المواءمات. ومضت الصحيفة تقول إن علي الإخوان المسلمين أن يكونوا مستعدين لمشاركة الآخرين علي المسرح السياسي. فمصر. كأكبر دولة عربية هي محك الاختبار للربيع العربي وعلي حزب الحرية والعدالة أن يتقبل تلك المسئولية. ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن أعضاء حركة شباب 6 أبريل التي قادت الانتفاضة والتي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة يواجهون معركة أخري شاقة تتمثل في استعادة التأييد الشعبي قبل موعد الاحتفال بالذكري الأولي لثورتهم في 25 يناير الجاري. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الهدف الحالي لشباب 6 أبريل هو المجلس العسكري الذي يحظي بدعم شعبي قوي. أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فقد نشرت مقالا للكاتب الأمريكي "توماس فريدمان" قال فيه إن سياسة الرجل الواحد التي طالما اعتمدتها الولاياتالمتحدة في التعامل مع مصر انتهت. وإن المتغيرات الراهنة تفرض علي الأمريكيين تحدياً صعباً لوضع سياسة قد تبدو معقدة ومتعددة الأطراف. وأكد فريدمان ضرورة أن تستند السياسة الأمريكية في تعاطيها مع المتغيرات الجارية الآن في بلدان الربيع العربي. علي افتراضية أن الأحزاب الإسلامية التي باتت تشق طريقها نحو السلطة في تلك البلدان. تضم في نسيجها كغيرها من الأحزاب الأخري تيارات مختلفة بين معتدين ووسطيين ومتشددين. معتبراً أن السؤال حول أي من تلك التيارات سيتولي زمام الأمور يبقي سؤالاً "مفتوحاً". صبر أمريكي وقال: إنه يتعين علي الولاياتالمتحدة أن تقدم للإسلاميين صورة ثابتة وهادئة. بل وتتسم بالصبر عن السياسة التي تنوي اعتمادها في تعاطيها معهم. وأنه علي سبيل المثال تؤمن الولاياتالمتحدة بالانتخابات النزيهة الحرة وحقوق الإنسان والمرأة والأقليات والسوق الحرة. وحكم مدني للجيش والتسامح الديني ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية. وسنقوم بمساندة من سيحترم تلك المبادئ. وأضاف ان مصر ليس مقدر لها أن تكون إيران. كما أن جماعة الإخوان المسلمين لن تكون نسخة إسلامية من المسيحيين الديمقراطيين. فهناك عملية حراك سياسي تجري الآن في المجتمع المصري. مشيراً إلي أن السبيل الأفضل لكي يكون للأمريكيين تأثير فيما يحدث. يأتي عن طريق العمل علي وضع مبادئ وأسس للطريقة التي سيتعاطون بها مع الإسلاميين والمؤسسة العسكرية في مصر. من ناحية أخري يري الكاتب الأمريكي أن الجيش المصري يسعي إلي صياغة دور له في مصر الجديدة بين رغبة في حماية المصالح الاقتصادية. وبين الحفاظ علي هيبته وصورته. كحام للنعرة القومية العلمانية في مصر. لافتاً إلي ضرورة أن تحرص واشنطن علي أن تلعب المؤسسة العسكرية في مصر دوراً "بناءً" علي غرار الدور الذي لعبته المؤسسة العسكرية في تركيا. وسلطت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية الضوء علي ظاهرة انتشار العلم المصري بين صفوف الشباب واستخدامه بكثرة في الشارع المصري. قائلة إن ثورة 25 يناير نجحت في إعادة إحياء قيمة وأهمية العلم المصري الذي يعد رمزاً للفخر الوطني. ولفتت الصحيفة في سياق تقرير أوردته علي موقعها الالكتروني إلي أن التلويح بالعلم المصري كان ظاهرة يمكن رؤيتها فقط في الشوارع قبل وبعد مباريات كرة القدم والأحداث الرياضية الوطنية ولم يكن مشهداً مألوفاً أبداً أن تجد العلم المصري يرفرف علي نوافذ وشرفات العديد من المنازل المصرية. غير أن كل ذلك تغير عقب الثورة وأصبح المصريون يلتفون حول العلم الوطني الذي أضحي يمثل قمة الحماسة الوطنية التي نجحت ثورة 25 يناير في تفجيرها العام الماضي. واستطردت الصحيفة الأمريكية تقول إنه فضلاً عن الأهمية السياسية التي تزايدت للعلم المصري في أعقاب ثورة يناير. أصبح العلم يستخدم في آخر صيحات الموضة وأضحي الشباب المصري يرتدونه علي هيئة عقالات وأوشحة. كما أصبح يستخدم في الترويج والدعاية للمنتجات المصرية وأصبحت ألوانه التي تتكون من الأحمر والأبيض والأسود تظهر علي كل شيء من البالونات والملابس وغيرها من الأشياء وبات أغلب المصريين يتباهون بالعلم الوطني باعتباره رمزاً لثورتهم الغالية. خبرة ثورية أكدت صحيفة "السفير" اللبنانية أن الشعب المصري اكتسب من ثوراته المتعددة خبرة يصعب التصدي لها في الداخل أو الخارج. فعندما يثور الشعب المصري يكون قد وصل إلي نقطة الاختناق. فتكون الثورة بالنسبة له حتمية واستمرار حياة. وقالت الصحيفة إن الشعب المصري اكتسب خلال عام منذ انطلاق ثورة 25 يناير من الخبرات ما يفوق كثيرا الخبرات التي اكتسبتها شعوب عربية أخري قمعت ثوراتها تحت قناع المساعدة الإنسانية العسكرية من الخارج.