"مصر تتجه نحو إمارة إسلامية" كان هذا تعليق «النيويورك تايمز» علي نتائج المشهد الإنتخابي في مصر واضافت الصحيفة أن فوز السلفيين بنسبة 25% من مقاعد البرلمان يعد بمثابة المفاجأة ليسيطروا مع الإخوان علي 65% من مقاعد البرلمان القادم وأوضحت الصحيفة ان السلفيين كانوا بمثابة المفاجأة الكبري في الانتخابات بعد أن حققوا انتصارا علي الأحزاب الليبرالية وشباب الثورة"وشددت الصحيفة علي ان النتائج الأولية تظهر زيادة نفوذ الإسلاميين في المنطقة بعد أن كانوا محظورين من قبل الأنظمة المتحالفة للغرب وفوزهم في مصر بعد تونس والمغرب يشكل ضربة للغرب الذي سعي لتفادي تكرار نفس السيناريو في مصر. وقد تعاملت صحيفة «النيويورك تايمز» مع تفوق التيار الديني بمنطق الصدمة نظرا لأن نفس الصحيفة قد نشرت تقريرا قبل الانتخابات اشارت فيه إلي ان هناك تخوفاً من نجاح فلول الوطني من السيطرة علي المجلس القادم عن طريق استخدام الرشاوي وذلك نتيجة لقرار القضاء الذي سمح للأعضاء الوطني إعادة الترشح مما تولد شعور لدي الصحيفة أن هناك عودة لفلول مبارك الي الحياة الساسية قائلة"حاول أعضاء الوطني تجاوز سمعة الحزب واقناع الناس انهم ليسوا متورطين فيالفساد. من جانبها اشارت الصحيفة الي ان الإخوان يستعدون للسيطرة علي الأنتخابات البرلمانية وبرزوا كتحد جديد لحكام مصر العسكريين ونقلت الصحيفة عن عصام العريان القيادي في حزب الحرية والعدالة قولة إن نسبة الاقبال مرتفعة بشكل غير متوقع من جانب الشعب مما يشير الي مطلب شعبي للسلطة المدنية واضافت الصحيفة "رغم أن احد كبار الجنرالات في المجلس العسكري قال الأسبوع الماضي إن لمجلس سيستمرفي اختيار رئيس الوزراء حتي بعد تشكيل البرلمان، رأي العريان أن الاقبال اظهر أن الناخبين يريدون أن يختار البرلمان رئيس الوزراء وليس المجلس العسكري. مما دفع الصحيفة التعليق علي تصريحات العريان بأنها اشارة مبكرة إلي ان الجماعة تعتزم استخدام المقاعد التي فازوا بها في البرلمان للحد من الحكم العسكري. وعلي صعيد متصل اهتمت صحيفة ال"فاينانشيال تايمز" بتصريحات عصام العريان والتي قال فيها " إن البرلمان الجديد لابد أن يحصل علي قوي حقيقية تتضمن تعيين الحكومة".جاء ذلك ردا علي تصريحات المجلس العسكري بأن البرلمان المنتخب لن يكون له حق تعيين أو إقالة حكومة، حيث يظل هذا من اختصاص المجلس الحاكم إلي أن يتم تسليم السلطة لرئيس منتخب في يونية المقبل. وأضاف العريان في تصريحاته ل«الفاينانشيال تايمز» قائلا: "بعد تدفق المصريين إلي صناديق الاقتراع بأعداد لم تكن متوقعة أصبح لنا مسئولية تاريخية. وينبغي أن يكون هذا البرلمان بداية لنقل السلطة وليس تفريغه من معناه". وتشير الصحيفة إلي أن خروج المصريين بأعداد غفيرة للتصويت يعد ببرلمان مدعوم من الشعب، والذي من المرجح أن يدفع بإعادة تشكيل توازن القوي الذي يشهد توترا. وتلفت الصحيفة إلي تحذيرات حزب والحرية العدالة والتي تشير إلي أنه ما لم يعكس تشكيل حكومة كمال الجنزوري نتائج الانتخابات، فإنه سيواجه تحديات من البرلمان الجديد. من جانب آخر، أكد الناشط السياسي وقائد حركة 6 أبريل أحمد ماهر أن الإخوان المسلمين لا يعارضون المجلس العسكري سوي حينما يتعلق الأمر بمصلحتهم الذاتية، وشدد قائلا: "سنظل نعمل كجماعة ضغط علي البرلمان لأنه لا يمكن أن يتحول إلي سلطة غير خاضعة للمساءلة". أما صحيفة ال"تايمز" فقد استهلت افتتاحيتها بعنوان "اختبار الديمقراطية "والتي ناقشت فيه فوز الإسلاميين في المرحلةالأولي للانتخابات وتحذر من امكانية حصول الإسلاميين علي الاغلبية في اول انتخابات حرة.وتري الصحيفة ان الإخوان والسلفيين متشددون دينيا لكنها تؤكد ضرورة احترام إرادة الناخبين المصريين وطالبت بضغط امريكي وأوربي من أجل احترام القانون والحريات من قبل اي قوي تتولي السلطة في مصر. وللكاتب البريطاني روبرت فيسك مقال مميز في صحيفة "الاندبندنت "البريطانية بعنوان أوروبا تشعر بالخزي. يعلق فيها علي مدي حماسة الشعب المصري في المشاركة الأنتخابية علي الرغم من المطر الذي ظل طوال ليلة الأحد في القاهرة فمع بزوغ الشمس بدأ تدفق الحشود أمام مركز الاقتراع بصبر وحماسة مما يجعل اي دولة أوروبية تشعر بالخزي، وأضاف لاحظت ان جميع مظاهر التصويت التي كانت تتسم بالفساد علي مدي نصف القرن الماضي قد تراجعت، فلم يكن هناك اي شخص لإلقاء الأوراق الإنتخابية في نهر النيل. وفي احدث تقرير نشرتة وكالة رويترز عن تقييم الأداء الإنتخابي في مصر ،أشارت الوكالة الي إشادة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بالمرحلة الأولي للانتخابات في مصر رغم بعض المشكلات حيث زار مندوبو مركز كارتر اكثر من 300مركز اقتراع في المحافظات المصرية التسع التي شملتها المرحلة الأولي في اول انتخابات حرة منذ ثورة 52 وقال كارتر في بيان صدر يوم الجمعة "رصد شهود مركز كارتر في مصر مشاركة حماسية في الانتخابات وعملية سلمية "الي حد كبير تجعل الشعب المصري يشعر بالفخر " وأضاف البيان ولكن العملية بعيدة عن الاكتمال وهناك بعض مجالات للتحسن قبل المرحلتين القادمتين من التصويت،وسجل المركز ملاحظات من أهمها استمرار الدعاية الانتخابية أثناء التصويت بما يخالف القانون. ومن جانبها طالبت وزارة الخارجية الأمريكية السلطات المصرية بمواصلة سير العملية الانتخابية بشكل ايجابي يتسم بالمصداقية ويضمن دعم الشعب، لأن الفوز بالإنتخابات لايقل أهمية عن ايضاح كيفية ادارة البرلمان الجديد بشكل ديمقراطي،واكد متحدث باسم الخارجية الأمريكية ان الأدارة الأمريكية علي اتصال دائم مع جماعة الإخوان المسلمين مع مراعاة عدم تخطي الخطوط الحمراء.