* أحيانا يتحدث المخرج خالد يوسف بكلام جميل ومعقول ومنطقي ومرتب لقد تابعته في برامج تليفزيونية عديدة وهي يتحدث في السياسة والثورة في معظم الأحيان لم أقتنع تماماً بما يقول ولكن حديثه الأخير في برنامج "من أول السطر" جعلني في حالة اندهاش ليس مهما سبب دهشتي ولكن المهم أنه انتصر لرأي كنت أؤكده دائماً وهو أن الشعب المصري الذي انتخب التيار الإسلامي "سواء كانوا إخواناً أو سلفيين" ليس شعباً جاهلاً كما يحلو للبعض من المثقفين أن يصوره بل هو شعب واع وأنه انطلق إلي صناديق الانتخابات بكل وعي ومعرفة بما يريد.. في رأيي الشخصي أن الشعب اتفق ضمنياً علي تقديم الإخوان والسلفيين وانجاحهم في مجلس الشعب واتفق مع المخرج خالد يوسف في أن النخبة التي تتهمه بالجهل تحتقر هذا الشعب وتزيد من الفجوة بينها وبينه وأضيف من عندي أن النخبة التي تعيش منفصلة ذهنياً وفكرياً وسياسياً عن هذا الشعب ستظل كذلك تتحدث في أوهام ولكنها تفيق علي حقائق وواقع قد لا يعجبها ووقتها تبحث عن شماعة لفشلها الذي علقته هذه المرة علي جهل وتخلف وأمية الشعب الذي جعل للتيار الديني يكتسح في برلمان الثورة. * ربما أن الشعب كان الأكثر وعياً والأكثر ثورية والأكثر معرفة بطبائع الاشياء علي الأرض فقد انتخب التيار الذي يؤمن بأنه سيحدث التغيير الحقيقي وسيحقق مطالب الثورة.. التيار الأكثر تنظيماً وأكثر قوة وتواجداً في عمق الحياة المصرية والأكثر أماناً للشعب المصري ولم يمل إلي التيارات الأخري والأحزاب الأخري التي عرفها والتي ظهرت علي الساحة متزامنة مع ظهور أحزاب التيار الديني لأنه لا يأمن بذكائه ووعيه لتوجهاتها ولا يأمن لانتماءتها ولا يأمن لمقدرتها علي تسيير أموره ورفع الظلم عنه وإعادته إلي بؤر الفساد من جديد. * نعم الشعب المصري واع وإن كان يضم أميين فالأمية لا تفقد الإنسان المصري وعيه ولا تفقده أهليته ومقدرته علي الاختيار الأمثل للمرحلة وستظل النخبة تفكر بطريقة منعزلة عن عامة الشعب وسيظل الشعب في تفكيره الجمعي هو الحصن الحصين من شحطات النخبة ويعرف متي يثور ومتي يبني ويصبر ويكافح ويتكاتف. * لولا الشعب ما كانت ثورة يناير قد حققت هدفها بإسقاط مبارك ولولا الشعب ما كانت الانتخابات قد تمت بهذا الحضور منقطع النظير في تأييد ضمني لخارطة الطريق التي تسير عليها العملية الديمقراطية ونقل السلطة.. وبدون الشعب لن يستطيع أحد أن يحرك ثورة ثانية أو ثالثة ولن يستطيع أحد أن يفصل بين الشعب وجيشه حصن أمانه وملاذه الأكبر.