منذ فترة تراودني فكرة هذا المقال. وكنت أنتظر الوقت المناسب لطرحها. والحقيقة أجد أنها قد أينعت الآن وأنا أري مختلف القوي السياسية ورئيس الحكومة والبابا شنودة ومرشد الإخوان في ضيافة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر. المسألة باختصار أنني أري في "الطيب" شخصية توافقية تصلح لتولي رئاسة البلاد في الفترة العصيبة التي نعيشها هذه الأيام ولدي عدة أسباب أهمها: كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية ميل معظم الشعب المصري إلي المرجعية الدينية. إذ وضح من اختياراته ثقته فيمن يراه متمسكاً بدينه سواء الإسلامي أو المسيحي. فإذا حسبنا الأصوات التي حصل عليها الإخوان والسلفيون سنجدها تكاد تصل إلي 75 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين. وإذا وضعنا في الاعتبار تحفظ تيار من الشعب علي "تسييس" جماعة الإخوان المسلمين. وتاريخهم في العمل السياسي. وكذلك تخوفات فئة عريضة من الشعب من أفكار السلفيين. سنجد أن مؤسسة الأزهر الوسطية المعتدلة والتي تخرج فيها الطيب ويقودها الآن. تتمتع بحب وتقدير وثقة الداخل والخارج أيضاً. الوثيقة الاسترشادية للأزهر حول مستقبل مصر. التف حولها القاصي والداني. واكتسبت شعبية كبيرة في أوساط المثقفين وكذلك لدي صناع القرار. وحتي وصل صيتها إلي رجل الشارع البسيط. فلم تكن مثل غيرها من الوثائق الجدلية الخلافية كوثيقة "السلمي" سيئة السمعة علي سبيل المثال. نقطة أخيرة تتعلق بالرجل نفسه. تعليمه وخبراته ومواقفه الوطنية. فمع وضع مبدأ أساسي لاختيار رجل المرحلة القادمة بعيداً عن "العسكر". ومع ترديد أسماء علماء لتولي الرئاسة كالدكتور أحمد زويل. أري أن "الطيب" يجمع بين الحسنيين فهو عالم ورجل دين في الوقت ذاته. يتحدث اللغتين الفرنسية والانجليزية بطلاقة وترجم عدداً من المراجع الفرنسية إلي العربية وعمل محاضرا جامعيا لمدة في فرنسا. ومن الناحية الإدارية فقد نجح "الطيب" في حل الكثير من المشاكل الإدارية بشهادة العاملين بجامعة الأزهر إبان توليه رئاستها. ومن مواقفه الوطنية القومية رفضه مصافحة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أو التواجد معه في مكان واحد لأنه علي حد تعبيره "مصافحته ستحقق مكسباً. لأن المعني أن الأزهر صافح إسرائيل. وسيكون ذلك خصماً من رصيدي. وخصما من رصيد الأزهر لأن المصافحة تعني القبول بتطبيع العلاقات. وهو أمر لا أقره إلي أن تعيد إسرائيل للفلسطينيين حقوقهم المشروعة. وإذا كان الإعلان الدستوري قد اشترط حصول مرشح الرئاسة علي 30 ألف مؤيد. فأعتقد أن في مصر نحو 11 مليون متصوف لن يترددوا في مساندة الشيخ. أضف إليهم ملايين أخري من خريجي الأزهر. يا فضيلة شيخ الأزهر. إذا كان ردك أن "الولاية لا تطلب" فاسمح لي أن أذكركم بموقف سيدنا يوسف بطلب حقيبة "خزائن مصر" حتي عم الخير علي مصر وطال جيرانها من الدول.. والله يولي من يصلح.