هل تحرك ثورات الربيع العربي المياه الراكدة بين بلدان العرب وتذيب الجليد بين الجزر العربية المنعزلة هل يعود حلم الوحدة العربية من جديد.. هل تداعب نسائم الحرية والتحول الديمقراطي الكيان العربي للتحرك قدما نحو التوحد والنهضة الشاملة في زمن الكيانات السياسية والاقتصادية العملاقة.. هل تضطلع الجامعة العربية بمهامها الأصلية وتتحلل من طغمة الأنظمة السلطوية التي كبلتها عشرات السنين حتي تحولت لكيان سياسي مهلهل. لا يملك إلا الادانة والشجب دون اتخاذ مواقف حازمة ومصيرية.. تساؤلات ربما تجيب عنها الأيام. الشعوب العربية تتطلع وتحلم بالكيانات العربية المتكاملة التي تقف حائط صد استراتيجياً تجاه محاولات الغرب "القديمة الجديدة" للضغط علي الحكومات العربية والتلويح المستمر بسلاح المساعدات ووقف الاستثمارات ورشاوي الديمقراطية المستترة التي تمنحها للمؤسسات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني. وفي هذه الظروف الحرجة ومرحلة المخاض التي يمر بها الوطن تواترات الأنباء عن مساعي واشنطن الشيطانية للضغط علي الدول العربية لعدم تقديم مساعدات لمصر للخروج من عثرتها وأزمتها الاقتصادية بعد الثورة وتوابعها.. وفي نفس الوقت نتابع ونرصد جميعا التحركات المشبوهة للكيان الصهيوني لاقامة علاقات مع جنوب السودان وامدادها بالسلاح لتدعيم قوتها سياسياً وعسكرياً في مواجهة الشمال السوداني أحد محاور العمق الاستراتيجي لمصر. والفرصة الآن سانحة وتاريخية للخروج من هذا المأزق التاريخي وإحياء أمل الوحدة العربية من جديد. ولعل الدعوة التي أطلقها منصف المرزوقي الرئيس التونسي لاقامة وحدة بين دول الربيع العربي "مصر. ليبيا. تونس" تكون نقطة البداية. هذا بجانب الدعوات الوطنية المخلصة لتفعيل الحريات الأربع بين مصر والسودان الموقع منذ عام 2004م ولم يدخل حيز التنفيذ والذي ينص علي حرية التملك والتنقل والاقامة والعمل والذي جاء امتدادا لاتفاق وقع منذ أكثر من 27 عاماً. يهدف علي المدي الطويل إلي دمجهما اقتصاديا.. وخلق نموذج مصغر للتوحد والتكامل.. والحديث متصل.