بعد 4 سنوات عاد مركز الهناجر للفنون بعد تجديده وتحديثه لتقديم أول عروضه المسرحية وهو عرض "أهو ده اللي صار" تأليف محمد الرفاعي ومن إخراج محسن حلمي. العرض يتناول العوامل التي أدت إلي قيام ثورة 25 يناير من خلال طرح مجموعة من المشاهد كنماذج تمثل شرائح المجتمع والفساد كل في مجاله حيث نري بطلا العرض "لطفي لبيب" ومني حسين يأتيان إلي القاهرة للبحث عن ولدهما عبده: وعبده هنا إسقاط علي الشعب والأمل المرتقب والحرية بشكل عام. شخصيات العرض ليست حقيقية في الواقع المعاش. لكنها في ذات الوقت كرتونية ممثلة للواقع الذي كنا نعيشه ونحياه في ظل حكم النظام السابق الذي أفسد كل شيء حتي الضمائر والتنافر والتطاحن بين البشر وانتشار العبث والفساد. العرض يكشف من خلال بعض النماذج صور المجتمع المصري في ظل النظام السابق مثل أحمد الحلواني في دور الجزار والذي يعتبر رمزاً لأمن الدولة وما فعلته بالشعب من تعذيب الأبرياء والمطرب الشعبي "سيد غرزة" يرمز للفساد الفني في مصر.. و"الاوزي" يرمز لبلطجية الانتخابات. تميز "هشام عطوة" في أدائه لأدوار المتسول والدكتور ومدير البنك وكان بارعاً في التنقل بين الأدوار الثلاثة. أما هاني عبدالمعتمد فقد أجاد في أداء شخصيات شيخ الخفراء وزيزو مدير حسابات المستشفي. قدم المخرج محسن حلمي توليفة مميزة من أبطال العمل ووظف كل فنان في دوره.. ومفاجأة العرض تقديم علي قنديل في أول ظهور له علي خشبة المسرح حيث تميز قنديل في دور "أبومحمد". المخرج نجح في تقديم عدد من المواهب الشابة ملأوا المسرح نشاطاً وحيوية منهم محمد طعيمة ومحمد زكريا وعمرو شريف ورضا طلبه وهبة الإمام وهاني التابعي ووسام العربي ومريم خطاب وهبة عصام وآخرون. الملابس والديكور التي صممها فادي فوكيه تعانقت مع النسيج الدرامي للعرض.. مع الموسيقي والألحان ويحسب للدكتورة هدي وصفي العرض وعودة الهناجر للإبداع!