انتهت بسلام الجولة الأولي من المرحلة الثالثة للانتخابات.. وتأكد من المؤشرات الأولي للنتائج فوز التيار الاسلامي بأطيافه المختلفة بالأغلبية في مجلس الشعب القادم.. الأمر الذي يعني أن هذا التيار بكل مايحيط به من تطلعات وتخوفات هو الذي سيقود الحياة البرلمانية في مصر علي مدي السنوات الخمس القادمة.. وبهذه المناسبة علينا أن نهنئه ونحاوره وأيضا ننصحه.. ولا أحد فوق النصيحة.. وطبقا لفهمنا الإسلامي فإن النصيحة المخلصة واجبة للناس جميعا.. خاصتهم وعامتهم. يستحق التيار الاسلامي التهنئة علي فوزه بثقة الشعب المصري في هذه المرحلة المهمة من تاريخه.. مرحلة الانتقال من نظام استبدادي أسقط الي نظام ديمقراطي حديث يجري بناؤه.. ومعني هذه الثقة ان الشعب المصري توسم خيرا في هؤلاء الرجال والنساء الذين قدموا له أنفسهم علي أنهم ملتزمون بالدين خلصاء للوطن جادون في خدمة الشعب. وللحق فإن الناخبين الذين اختاروا المرشحين الاسلاميين لم يكونوا سذجا أو مغيبين وسطحيين كما يردد البعض لكنهم تفاعلوا مع الخطاب الانفتاحي الواعي الجديد للإسلاميين الذين حدثوهم عن محاربة الفساد وتطوير التعليم وتنمية موارد الدولة وتجديد التشريعات والنظم الادارية واحترام الدستور والقانون. وقد رأي الناخبون أن هذا الخطاب الجديد يحض علي التفاعل والتفاؤل والثقة.. ويتناقض سياسيا ودينيا مع ما كان يروجه النظام الساقط عن هؤلاء الناس من تشدد وانغلاق.. فقد كان يصورهم علي أنهم أهل الكهف.. وأنهم وحوش ضارية منعزلة عن الحضارة والانسانية.. يعادون الحياة والعلم والديمقراطية والاقتصاد والمرأة والقانون. ويبقي بعد ذلك ان تأتي الممارسة علي أرض الواقع مصدقة لهذا الخطاب الجديد "الواعد" للاسلاميين.. حتي يتأكد الناخبون أنهم لم يكونوا سذجا ولم ينخدعوا.. وأن ثقتهم كانت في محلها وتفاؤلهم كان علي أسس صحيحة. وأول التحديات التي ستواجه هؤلاء الاسلاميين تحت قبة البرلمان هي علاقتهم ببعضهم وعلاقتهم بالأخرين.. وأسوأ مايمكن ان يراه الناس منهم أن يستسلموا لنداء الاستقطاب والانقسام وغواية المغالبة والاستقواء بالأغلبية في كل الأمور وتجاهل الرأي الآخر. وأفضل مايمكن ان يراه الناس فيهم التواضع وخفض الجناح وإيثار الحوار بالتي هي أحسن وعدم الفرقة.. سوف يكون عليهم ان يجمعوا صفوفهم ويرتبوا أوراقهم ويتواصلوا فيما بينهم حتي لايقول الخصوم: "لقد اختلفوا ولم يتفقوا علي رأي". ثم سيكون عليهم الحذر كل الحذر من اللجوء الي لغة التشدد والتكفير والتخوين والتسفيه.. فليست هذه لغة العصر الذي يسعي الي التوافق والحوار والتعدد.. وعليهم أيضا ان ينتبهوا الي عدم اقحام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في محاججة الاخرين.. أو في التنابز السياسي لقمع المخالفين في الرأي. وثاني اهم التحديات ان يدركوا أنهم انتقلوا من دور الدعاة الي دور نواب الشعب الذين عليهم ان يقوموا بواجباتهم النيابية من تشريع ومراقبة لأداء الحكومة والسلطة التنفيذية.. وسوف يساءلون عن ذلك امام الناخبين الذين اختاروهم وأجلسوهم علي مقاعدهم. ومن دخل البرلمان منهم قبل ذلك يعرف جيدا ان هناك فارقا كبيرا بين الداعية وبين النائب عضو مجلس الشعب.. وهذا لايعني الفصل بين الدين والسياسة وانما يعني ان يناقش النائب ويتحدث بلسان السياسي الوكيل عن الشعب.. ولغة السياسة لغة نسبية لاتمتلك اليقين وتترك هامشا للخطأ وهامشا للحقيقة التي يمكن ان تكون مع الاخر.. أما لغة الداعية "الواعظ" فكلها يقين وحقيقة لأنها تعبر عن الفضائل والقضايا المحسومة التي لاخلاف فيها ولاجدال حولها. ونحن لانريد أن نسمع من النواب الاسلاميين في مجلس الشعب مواعظ وخطباً منبرية فهذه لها أماكنها ومواقيتها.. وإنما نريد أن نسمع مناقشات جادة تستند الي الأرقام والمستندات والدستور والقانون.. وتستند أيضا الي نظم ولوائح مجلس الشعب وآلياته. لقد كشفت تجارب الشهور القليلة الماضية أن الاسلاميين ليسوا كائنات غريبة من المجتمع.. ولاهم جاءوا من كوكب اخر.. وإنما هم من طين هذه الأرض.. فيهم أساتذة الجامعة والمهنيون والصناع والتجار ورجال الأعمال.. وقد شاركوا في الثورة مع غيرهم من الفصائل السياسية والشبابية.. ومنحتهم الثورة الحرية لكي يتحركوا ويتحدثوا كما يريدون.. والان عليهم أن يثبتوا قدرتهم علي تقديم تجربة سياسية وبرلمانية صحيحة.. ملتزمة بثوابت الدين وأيضا ملتزمة بالوعي والنضج السياسي. اشارات * أول المعارك الجانبية أو الفتن التي ستواجه الاسلاميين كشف عنها المخرج خالد يوسف الذي قال انه يعتزم تحويل رواية نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" الي فيلم سينمائي. اقترح ان يتجاهل الاسلاميون في البرلمان هذا الامر تماما ليتعامل معه الأزهر الشريف ودار الافتاء.. اجعلوا معركته مع المؤسسات الدينية والشعب وليس معكم. * قال شيخ الازهر لرجال الاعمال: "انزلوا للقري والنجوع وأقيموا مشروعات انتاجية لأن بصراحة الأغنياء ظلموا الفقراء.. وأنا لايهمني إلا الأفواه الجائعة". يارب الناس تتعظ * ويارب تنتصر العقلانية ويوافق البابا شنوده ورئيس الطائفة الانجيلية علي الحوار مع الاسلاميين.. ويوافق السلفيون علي تهنئة المسيحيين.. ويوافق شباب الكنيسة علي دخول الإخوان والسلفيين الي الكاتدرائية.. يارب. * قال د. سعد الدين إبراهيم ان النظام السابق حصل علي تمويل أجنبي 100 مليار دولار ولم يسأله أحد أين انفق هذا المبلغ. يا د. سعد.. نحن الآن في ساعة حساب .. والشعب هو الذي يحاسب من خلال مؤسساته القانونية.. والحساب سوف يشمل الجميع لامحالة. * وقال د. ممدوح حمزة إن البرادعي كان عضوا في منظمة صهيونية ولايصلح للرئاسة. ما خلاص .. البرادعي اتحرق والضرب في الميت حرام. * أفضل ما يفعله الجنزوري الآن أن يعمل بعيدا عن الصخب.. ويترك الموتي يدفنون موتاهم.