تتعدد الأسباب والفساد واحد ومن أهم هذه الأسباب وجود المرأة المفسدة ونظرة سريعة علي أهم قضايا الفساد خلال الثلاثين عاماً الماضية تكتشف ان المرأة المفسدة والفاسدة والتي لم تجد من "يشكمها" كما يقول العامة هي من أهم أسباب البلاء واعتقد ان فساد فرييدناد ماركوس في الفلبين يجعل القارئ يتذكر علي الفور زوجته اميلدا ماركوس وديكتاتورية وتسلط محمد سوهارتو في أندونيسيا يذكرنا بسطوة امرأته التي كانت تعين الوزراء والسفراء والمحافظين كما ان قصة زين العابدين بن علي منذ صعوده الي سقوطه كانت وراءه زوجته ليلي الطرابلسي أما محمد حسني بن مبارك. فالقصص كثيرة والروايات أكثر تشويقاً من حواديت ألف ليلة وليلة وما يجمع هؤلاء قام بتلخيصه ممثلو الادعاء في محاكمتهم جميعاً وكأن النيابة اطلعت علي هذه القضايا في كل من الفلبين وأندونيسيا وحتي تونس حيث أوضح ممثل النيابة أول أمس في مرافعته اثناء محاكمة الرئيس المخلوع "أنه أفقر الشعب وأفقد مصر مكانتها" نفس الجملة بنفس المفردات ولكنها بلغات مختلفة جاءت علي ألسنة ممثلي الادعاء في كل من الفلبين وأندونيسيا وان كان زاد عليها في مصر ان الرئيس المخلوع عمل علي مشروع توريث نجله للحكم بضغوط من زوجته. الفساد واحد والنتيجة واحدة والنتيجة النهائية ثورة تطيح بأحلام الفاسدين وتلقي بهم وراء القضبان. لا يهم كيف يعيشون وراء هذه القضبان ولكنهم وراؤها مهما حاولوا التماسك والتظاهر بأنه مازالوا يتمتعون ببعض القوة. إلا أن منظرهم حتي وهم بدون "كلابشات" في أيديهم يسعد صاحب الفطرة السليمة ويشعر ان هناك من يستطيع ان يقتص من أكلي الحقوق ومفقري الشعوب وان التخلص العادل منهم بالحق دون سواه يعيد للأمم مكانتها التي حاولوا ان يختزلوها في وضعيتهم هم ومكانتهم هم ظناً منهم ان لا حساب ولا عقاب. أصحاب الفطرة السليمة يسعدون عندما يرون وجوههم وقد كساها الخزي وسيسعدون أكثر عندما ينزل بهم العقاب وسيطيرون فرحاً عندما تستعيد الأمة مكانتها وتستعيد الدولة منهم ما سرقوه.