الحمد لله حققنا فوزاً عربياً رياضياً عظيماً واكتسحنا الدورة التي اختتمت منذ ساعات في قطر وعاد أبناؤنا بابتسامة ربما نحن في حاجة إليها في ظل التوتر الذي تعيشه مصر والابتسامة لاشك ستنال الكثير من المصريين لان الانجازات طالت كل الاتحادات وكل الالعاب ولكل لعبة أهلها وهم كثر مما يجعل دائرة الفرحة تتسع لاسيما وانها ستلحق بفرحة اخوة كرة القدم التي تعيش أفراح الوصول إلي أوليمبياد لندن لتصبح الفرحة عامة ولكن هناك ثلاث نقاط يجب الا نغفلها. الأولي ترتبط بالعلاقة الطيبة التي سادت الاشقاء العرب حيث لم نشعر بحقد وكراهية وانتقام ورغبة في الثأر وضح مدي تأثر الشباب والجماهير بثورات الربيع العربية التي فرضت نفسها علي السلوك لم نر عنفاً أو غضباً الكل في سباق نحو اللقب ومنصة التتويج والكل في سباق اخلاقي وقد ظهر ذلك جلياً في العديد من المواقف التي تابعتها خاصة في لهفة النجوم بعضهم علي بعض إذا سقط أي لاعب كنت سعيداً وأنا أشاهد سباق الابطال بروح رياضية خالصة في حضور جماهيري ليس بكثيف ولكنه هادئ اعادني لجماهير الزمن الجميل التي كانت تملأ الملاعب والصالات المغلقة لتهتف بكل أدب. ثانياً: يجب الا ننسي انها في النهاية بطولة عربية وكم حصدت مصر من الميداليات العربية وفازت بألقاب وانجازات عظيمة ولكن الاعظم ان نخرج باحلامنا من حدود البطولات العربية لنبحث عن لقب عالمي أو ليمبي لقد سعدنا كثيراً ببطولات أفريقيا الثلاث من 2006 إلي 2010 ولكن صدمتنا في عدم بلوغ المونديال قللت من فرحة الانجاز الافريقي واليوم تمني ألا نبالغ في فرحتنا بهذا الانجاز العربي وننسي اننا في حاجة لانجاز عالمي حقيقي يشعر به العالم وليس العرب فقط. ثالثاً: وهذا هو الأهم وهو الا تسرقنا فرحة الفوز بدورة العرب بما نعيشه من أحداث ساخنة نرسم خريطة مصر خلال عشرات السنوات القادمة فثورة مصر التي انطلقت لم تنته ولم تنجز شيئاً من أهدافها ولا يزال الشباب يصرخ ويتألم ومعهم الكثير من الكبار وهم يرون الأيام تمر علي دماء الذين نالت منهم رصاصات الغدر دون أي نتيجة أو تحقيق يجب الا ينقض شخص آخر ليسرق الثورة وكفانا من يحاول سرقتها من كل جانب لا نريد ذراعاً جديدة للطرف الثالث الذي يتحدث عنه الجميع أرجوكم انتبهوا افرحوا بالقدر المطلوب وتعقلوا ايضا بالقدر المطلوب حتي لا نجد انفسنا وقد ذهبت ريحنا ونفشل جميعاً.