كنت أفضل.. بل كنت أتمني ألا يدخل المهندس نجيب ساويرس في صدام سياسي مع جماعة الإخوان المسلمين لا لشيء إلا لأن هذا الصدام يمكن تفسيره بأنه صدام طائفي. حتي ولو كان هذا التفسير غير صحيح واقعياً. سبق أن كتبت بعد حادثة الرسوم المسيئة للإسلام التي وضعها المهندس ساويرس علي موقعه الالكتروني وقلت إنه وإن كان رجل أعمال ناجحاً إلا أنه كرجل سياسة لم يصل بعد إلي هذه الدرجة من النجاح.. والدليل أن صداماته الدينية تكررت دون أن يفطن إلي ردود الأفعال التي تنجم عن ذلك وليست بالطبع في صالحه. ما الذي يجعل جماعة الإخوان المسلمين تصدر بياناً ضده بالذات وتتهمه فيه بالطائفية وتعدد في هذا البيان مواقفه التي تدلل علي ذلك من وجهة نظرها. ومنها مطالبته بحذف المادة الثانية من الدستور التي تنص علي أن مباديء الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع. مع أن هذه المادة موجودة منذ أول دستور وضع لمصر. ومعني إلغائها إثارة أزمة غير محمودة العواقب. ويأخذ الإخوان علي المهندس نجيب ساويرس إعلانه أنه أسس حزب المصريين الأحرار لمواجهة الإخوان.. وهذا خطأ سياسي لأن انشاء حزب يكون هدفه الوصول إلي الحكم لخدمة الوطن بكل فئاته وليس لمواجهة فئة معينة أياً كانت توجهاتها وخاصة إذا كانت هذه الفئة تختلف معه في الديانة. ويتهم المهندس ساويرس الإخوان وهذه ضمن مآخذهم عليه بأنهم يتلقون تمويلاً من قطر.. والسؤال هنا: هل يملك ساويرس دليلاً علي ذلك؟! فإذا كان يملك هذا الدليل فلماذا لم يقدمه للنائب العام.. وإذا لم يكن يملكه فإن ذلك يعتبر في عرف القانون قذفاً وسباً يؤاخذ عليه.. ودفاعه في هذه النقطة لا يرقي إلي الدليل اليقيني حيث قال إننا شاهدنا ملايين تنفق وسلعاً تموينية توزع فمن حقنا أن نسأل كيف جاءت؟ نعم من حقك أن تسأل هذا السؤال يا باشمهندس ثم تنتظر الاجابة.. لكن ليس من حقك أن تجيب بأنها أموال من قطر مادمت لا تملك دليلاً مادياً. بصراحة لم يكن المهندس نجيب ساويرس موفقاً في دفاعاته عن نفسه وعن مواقفه العدائية منهم. وخاصة عندما قال إنهم أصدروا بياناً ضده رغم حصولهم علي 40 في المائة من مقاعد البرلمان مما يدل في رأيه علي خوفهم من مواقفه لكشفه ممارساتهم غير القانونية!! وعاد المهندس ساويرس للنغمة التي كانت سائدة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك عندما كانت توصف جماعة الإخوان ب"المنحلة" ويقول إنها جماعة غير قانونية.. لكن في الحقيقة أصبح لها تواجد قانوني من خلال الحزب الذي أسسته واكتسحت به انتخابات مجلس الشعب باعترافك أنت. في كل الأحوال ورغم دفاعات المهندس نجيب ساويرس عن نفسه ضد اتهامات جماعة الإخوان.. وسواء كانت دفاعاته منطقية أم غير منطقية فإنني أتساءل: لماذا وضع رجل الأعمال الناجح نفسه في هذا الموقف؟ وما هو المكسب السياسي الذي سيعود عليه علماً بأن جماعة الإخوان كثيراً ما أعلنت عن وحدة الشعب المصري بكل طوائفه وفئاته. وهذا مبدأ أساسي في برامجها السياسية. وأعتقد أن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة قد اختار بعض الإخوة المسيحيين في قوائمه للانتخابات بما يؤكد وحدة الشعب. من منطلق النصيحة الخالصة لله والوطن أرجو أن يتحسس المهندس نجيب ساويرس موضع خطواته السياسية بنفس الذكاء الذي يتحسس به موقع خطواته كرجل أعمال.. حتي لا ينطبق عليه قول الشاعر: كناطح صخرة يوماً ليوهنها.. فلم يضرها وأوهي قرنه الوعل