اشتعلت الأحداث في ميدان التحرير ومع مرور كل ساعة تشهد تطورات خطيرة وما بين كروفر في الميدان والشوارع المؤدية إليه بين قوات الامن والمعتصمين يتساقط عشرات المصابين مما يؤدي إلي تأزم الموقف ويهدد بدخول البلاد إلي نفق مظلم. المعتصمون أكدوا ل "المساء" انهم سيواصلون الاعتصام حتي رحيل حكومة د. عصام شرف ووضع الجيش موعداً مناسباً ومحدداً لتسليم السلطة إلي رئيس منتخب. أضافوا انهم نزلوا إلي ميدان التحرير اعتراضاً علي استخدام الشرطة القوة المفرطة ضد بعض المعتصمين من أسر شهداء ومصابي الثورة وانهم لن ينزلوا تلبية لنداء د. حازم أبوإسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية لانه لايمثل كل جموع التيار السلفي. قالوا ان وثيقة د. علي السلمي هي التي فجرت هذه الاحداث الدامية.. وهي مرفوضة تماماً. رصدت "المساء" كل ما يدور بميدان التحرير منذ الصباح الباكر وكان المشهد يؤكد انه لاتراجع ولا استسلام ولاخوف من الطلقات النارية ولا القنابل المسيلة للدموع وان الاستمرار في الاعتصام بالميدان أصبح أمراً لابديل عنه حتي تستقيل حكومة شرف ويقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة إلي مجلس وطني منتخب من الشعب. يقول أحمد محمد "موظف" : رغم أنني انتمي للتيار السلفي إلا أنني جئت للميدان عندما وجدت الشباب الذي لاحول له ولاقوة يتم ضربه بالرصاص وتلقي عليه القنابل المسيلة للدموع بكثرة مما أثار حفيظتي وجاء للميدان لمشاركتهم في مطالبهم ودون تراجع عن الاعتصام. أضاف. لقد حضرنا جميعاً كمصريين وليس بناءً علي دعوة الدكتور حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية لانه لايمثل جميع المنتمين للتيار السلفي وإن كان يلقي قبولاً من كثير منهم بالإضافة إلي بعض الاحزاب والجماعات والإئتلافات الاخري. يؤكد أحمد فاروق الهلباوي ومحمد عبدالمقصود بالمجلس الأعلي للشئون الاسلامية. أن المجلس العسكري والحكومة لم يكونوا حاسمين في أمر استبعاد واقصاء أعضاء الحزب الوطني المنحل من الترشح في الانتخابات.. و وطالبا من المجلس العسكري بالوفاء بتعهداته بسرعة تسليم السلطة لرئيس مدني منتخب. وثيقة السلمي أضافا أن وثيقة الدكتور علي السلمي مرفوضة تماماً وبالاخص المادتين 9 و10 منها ولذلك فإننا نطالب جموع الشعب المصري بالنزول إلي الميدان حتي سحب هذه الوثيقة وإعطاء الفرصة للشعب عن طريق نوابه الذين سيتم اختيارهم بالانتخاب في عمل دستور يتناسب مع وضع البلاد يضمن العدالة الاجتماعية للجميع ويحقق الديمقراطية التي حرمنا منها لاكثر من 50 عاماً. يقول: أحمد السيد "عامل" عندما حضرنا للميدان لم نكن نتوقع أن نجد كل هذا الكم من القنابل المسيلة للدموع والتي كان معظمها منتهي الصلاحية منذ عام 2001 موضحاً أنها بذلك أصبحت سموماً يستنشقها متظاهرو التحرير وتعمي أبصارهم وهذا ما يريده رجال الشرطة الذين يتناسوا أنهم مصريون وأن واجبهم الوقوف معنا وليس ضدنا. معاملة سيئة أكد مسعد خميس "أعمال حرة ومن مصابي الثورة" انهم معتصمون داخل الميدان حتي تتحقق جميع المطالب التي خرجوا من أجلها يوم 25 يناير وراح ضحيتها مايزيد علي 1000 شهيد وأكثر من 7 آلاف مصاب مازالوا حتي الآن يعانون من المعاملة السيئة من قبل الجهات المسئولة بالدولة. قال محمد صفوت "عضو إئتلاف ثوار رجال مصر" وأحمد عبدالفتاح "صاحب شركة ملابس جاهزة" إننا لن نفض الاعتصام بالميدان حتي الاستجابة لمطالبنا لأن الاشتباكات التي حدثت من رجال الشرطة مع المواطنين هي التي دفعت العديد من القوي السياسية وإئتلافات الشباب وحركة 6 أبريل والسلفيين للعودة مرة أخري للميدان للاعتصام وإقامة الخيام ولن نتراجع حتي تتحق مطالبنا. أما محمد عبدالله ومحمد عبدالوهاب فتعجبا من الاشتباكات التي وقعت بين المعتصمين في الميدان وعددهم لم يكن يتجاوز ال150 شخصاً وبين رجال الشرطة مما أدي إلي هذه الاحداث الدامية..وتساءلا: لمصلحة من يحدث ذلك؟! أعرب محمد فرحات وأحمد مراد عن خوفهم علي مستقبل البلاد في ظل هذا التطاحن وعمليات التخوين والاستقطاب مؤكدين أن البلاد دخلت في نفق مظلم لانعلم له نهاية. وعلي الرغم من ان انتخابات مجلس الشعب علي الابواب غير اننا لا ندري لماذا تصر الحكومة وبعض القوي السياسية علي تعطيلها بهذا الشكل بهذه الاحداث المؤسفة.