جاء الحج السياحي رائعاً هذا العام .. رغم ما سبقه من إجراءات مفاجئة بنقل أسامة العشري وكيل أول وزارة السياحة إلي قطاع الفنادق وهو الملقب بدينامو الحج السياحي .. إلا أن معاونيه في الوزارة وغرفة شركات السياحة كانوا خير أمناء علي تنظيم الموسم والخروج به إلي بر الأمان. كان في مقدمة هؤلاء القادة الجدد عبدالعزيز حسن وكيل الوزارة للرقابة علي الشركات ومصطفي عبداللطيف وكيل الوزارة للنقل السياحي وناصر تركي نائب رئيس غرفة شركات السياحة رئيس لجنة السياحة الدينية وباسل السيسي رئيس اللجنة الاقتصادية بالغرفة وإيهاب عبدالعال أمين الصندوق وعلاء الغمري عضو مجلس الإدارة. ليس هؤلاء فقط ولكن هناك قيادات الصف الثاني وفي مقدمتهم صبحي عبدالفتاح مدير مقر بعثة الحج السياحي بالمدينة الذي يلقبونه بعمدة المدينة رغم أن التيار كان أعلي من قدراته هذا العام بسبب صعوبة الإجراءات التي فرضتها السلطات السعودية حتي في التعامل مع البعثات .. وهناك القيادة الشابة يحيي أحمد مدير مكتب رئيس قطاع الشركات ومحمد عبدالكريم كبيرالمفتشين وغيرهم من الكوادر المدربة علي مدي سنوات حتي أصبحوا أدري من أهل مكة بشعابها!! هذا كلام جميل ولكن .. الموسم بصفة عامة بالنسبة لباقي الحجاج المصريين من البعثات الأخري لم يكن علي المستوي .. وكان د. محمد عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف رئيس البعثة الرسمية قد وجه انتقادات لجميع البعثات النوعية "قرعة سياحة جمعيات" لغياب التنسيق فيما بينها مما انعكس علي الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن .. هذا علي حد قول الوزير. ... إلا أن الحقيقة مختلفة تماماً لأن البعثة الرسمية كانت هي المقصرة وتكاد تكون قد اختفت تماماً وتفرغ أعضاؤها لأداء الفريضة وهذا حقهم لكنهم لم يؤدوا واجبهم علي الوجه الأكمل مثل البعثات الرسمية في السنوات السابقة التي كانت تقوم بجولات مكوكية علي تجمعات ضيوف الرحمن بمكةوالمدينة وعرفات ومني .. إلا أن بعثة القوصي آثرت السلامة واكتفت بما يرد إليها من أقوال ومشاهدات غير موثقة. وقد علمنا ونحن في مني أن المشرف علي الحج السياحي هذا العام وهو أحمد الخادم مستشار وزير السياحة في طريقه للقاء القوصي فطلبنا مرافقته في هذه الزيارة وكانت مفاجأة للوزير الذي التقانا في خيمة صغيرة جلسنا فيها جميعاً علي الأرض وكنت قد سمعت تصريحا تليفزيونياً للوزير قبل هذا اللقاء بساعات قال فيه : إنني مهتم بحجاج القرعة والجمعيات فقط!! فعاتبت الوزير علي هذا التصريح وقلت له إنني أحمل غضب 30ألفا من حجاج السياحة بعد أن سمع البعض منهم هذا التصريح وتناقلوه فيما بينهمم .. وقلت للوزير هل هؤلاء ليسوا مصريين حتي تهتم بهم؟ .. وبصراحة لم يستطع الوزير الرد علي هذا السؤال إلا أن الكاتب الصحفي والزميل الأكبر صلاح عطية أنقذ الوزير وقال إن الوزير يقصد أن حجاج السياحة ليسوا بحاجة إلي اهتمامه لأنهم يؤدون الحج من خلال رحلات فاخرة وأن كل شيء متوفر لديهم سواء في الاقامة أو الاعاشة أو الانتقالات .. فابتسم الوزير وقال : هذا صحيح .. طرح الوزير خلال الاجتماع اقتراحه بتشكيل هيئة مستقلة للاشراف علي تنظيم الحج المصري .. وقدم له ناصر تركي نائب رئيس غرفة شركات السياحة تصور الغرفة لتنظيم الحج المصري الذي لابد أن يتم من خلال شركات السياحة صاحبة الحق القانوني في تنظيم الرحلات بالداخل والخارج .. حتي أن الوزير فوجيء بوجود حكم قضاء إداري غير مطعون فيه منذ سنوات بأحقية الشركات في تنظيم كل أنواع الحج المصري. قال تركي إنه يمكن الحفاظ علي اسلوب توزيع تأشيرات الحج للقرعة والسياحة والجمعيات ولكن التنظيم يتم من خلال الشركات أسوة بما يتم في رحلات العمرة حيث بلغ عدد المعتمرين هذا العام 750 ألف معتمر .. وتساءل تركي : إذا كانت الشركات قادرة علي تنظيم هذا الكم من رحلات العمرة فهل تعجز عن تنظيم الحج ل 80 ألفاً فقط؟! أبدي باسل السيسي وإيهاب عبدالعال وعلاء الغمري أعضاء هيئة مكتب الغرفة استعداد الشركات الكامل لتنظيم الحج المصري وبأسعار تتناسب مع كل شريحة وعلي الدولة ممثلة في البعثة الرسمية أو الهيئة المقترحة الرقابة علي أداء الشركات ووضع أقصي العقوبات علي المخالفين. وهنا التقطت الخيط أحمد الخادم مستشار وزير السياحة والمشرف علي بعثة الحج السياحي قائلاً : إن الضوابط التي تعمل بها الوزارة في تنظيم رحلات الحج والعمرة حازمة وقوية وتغلق جميع الثغرات علي كل من يفكر في المخالفة لأن العقوبة تصل إلي وقف النشاط وإلغاء الترخيص. بطبيعة الحال كان هذا اللقاء مهما لتوضيح الصورة كاملة لرئيس بعثة الحج الرسمية حتي يأتي تقريره إلي د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء معبراً عن الحقيقة .. فشركات السياحة التي زاد عددها علي 2000 شركة يعمل بها أكثر من مائة ألف عامل وموظف وتسدد ملايين الجنيهات كضرائب سنوياً لا يمكن تجاهلها في أي مقترحات تخص منظومة جديدة للحج.