أتمني من الله الذي لا يكثر عليه شيء .. أن يحافظ الاعلام بكل أنواعه علي الشعرة الرفيعة التي تفصل بين الحق والباطل .. يري الايجابيات ويركز عليها كما يركز علي السلبيات .. وأن يدرك أنه ليس بالاستفزاز ولا بالتشكيك في الأمور وتضخيمها والتهويل فيها .. سينجح البرنامج أو الجريدة .. من أزمة لازمة ومن حكاية لحكاية .. يتضح لنا ذلك جلياً .. إلي أن جاء حادث حريق العبارة بيلا فوجدت نفس المعالجة .. قبطان هذه السفينة سجل بطولة مطلقة وطاقمها .. تمثلت في حسن إدارة الازمة وقيامه بانزال الركاب "كما في الكتاب" بشكل آمن حتي آخر راكب وعندما تأكد من سلامة الجميع كان هو آخر من ترك السفينة حافي القدمين وكان الفقيد الوحيد من الحادث هو الشخص الذي حاول أن يتصرف من تلقاء نفسه وألقي بجسده في الماء رعباً من تكرار شبح حادث العبارة السلام . فوجئت بالاعلام بكل أنواعه تناول الجانب السلبي في الحادث . أما الجانب الايجابي فلم يتحدث عنه أحد بل راح الزملاء الاعلاميون يتحدثون عن اخطاء لو كان أحدهم كلف نفسه بالسؤال عنها من أصحابها لكانوا كفوا الناس شر الخلط في الأوراق قال أحدهم إن النائب العام يحقق .. كيف والارض التي وقع فيها الحادث ليست أرضنا ولا مياهنا .. قال آخر التحقيق مع المسئولين في العقبة وهيئة السلامة البحرية في مصر قلت يا جماعة وما لهم؟ .. المعروف أن المركب خرجت من ميناء تابع للأردن . طبعاً ستقولون إنها أمور يعرفها المتخصصون فقط .. قلت وما المانع اذا كنت مذيعاً أو صحفياً أن تسأل وتعرف أولاً ثم تحاور وتكتب ما تشاء هذا ليس عيباً .. فمن يدعي أنه يعرف كل شيء لا يعرف أي شيء.