"إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر.. وذكر الله كثيرا" "صدق الله العظيم" والمقصود بإعمار المساجد ليس فقط كثرة التواجد والسعي إليها وقراءة القرآن وأداء الصلوات في الجماعة والاستماع إلي الأحاديث الدينية وإقامة شعائر الله فحسب. ولكن ومنذ زمن ليس بالقليل أضافت المساجد إلي تعاليم الإسلام السمحة مهام أخري تساهم في التكافل الاجتماعي ومشاركة المسلمين أفراحهم وأحزانهم ودعم فقيرهم والعمل علي شفاء مريضهم. وتأتي المهمة الأخيرة هي المقصودة اليوم من الحديث عنها بعد أن انتشرت العيادات الطبية الملحقة بالمساجد حيث تساهم كثيرا في علاج المرضي وبأسعار زهيدة لا تكاد تذكر حتي أن تلك العيادات ربما تكون الوحيدة في المجتمع المصري التي لم تشعر مرضاها من كل المصريين بارتفاع الأسعار والغلاء.. حيث الكشف علي المريض وعلاجه وحتي صرف الدواء يكاد يكون بالمجان أو بمصاريف لا تذكر في ظل ما يعانيه المرضي في هذا الزمان من ارتفاع أسعار الأطباء بشكل يفوق قدرة الكثيرين منهم وتحت شعارات الدعاية واللافتات التي امتلأت بمؤهلات الطبيب العلمية ولم يقتصر دور عيادات المساجد علي الكشف وصرف الدواء ولكن تحولت إلي مستشفيات صغيرة تجري فيها العمليات البسيطة وتعالج بعض الأمراض المزمنة ومنها الفشل الكلوي بالاستعانة بأجهزة الغسيل لتساعد مرضي هذا الفشل علي القدرة علي الحياة وممارسة أعمالهم علي قدر المستطاع كل ذلك بمصاريف تقل كثيرا.. كثيرا عن أسعار المستشفيات الحكومية. تأتي مصاريف عيادات المساجد من تبرعات المواطنين الذين يعمرون مساجد الله ويساهمون في دعمها في أفضل صورة للتكافل والترابط الاجتماعي. وأمامي واحدة من هذه العيادات بأحد المساجد أراها واحدة من العيادات النموذجية والتي ظلت تعالج المرضي من أبناء حي حمامات القبة لسنوات طويلة غير أنها واجهت في الأيام الاخيرة مشكلة.. أرقت كل أبناء الحي حيث كان لديها جهازان للغسيل الكلوي ساهما كثيرا في علاج المواطنين من مرضي الفشل غير أن الجهازين تعطلا وتوقفا عن العمل فأصيبت العيادة بالشلل بعد أن حرم المرضي من علاج زهيد وأحيانا بالمجان.. لذا فإني أناشد السادة وزير الأوقاف.. ووزير الصحة اللذين أراهما نشيطين في هذه الأيام لزيادة ترسيخ العمل الاجتماعي والحفاظ علي صحة المصريين.. أناشد الوزيرين ومعهما فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر والسيد الدكتور مفتي الجمهورية بما يملكون جميعا من قلوب رحيمة لإنقاذ مسجد عبدالجليل المتفرع من ميدان ابن سندر بمنطقة حمامات القمة في دعم عيادة هذا المسجد ومده بجهازين للغسيل الكلوي بدلا من اللذين تعطلا ولا أقول غير جعلكم الله عودنا ودوما مساهمين في شفاء مرضي المسلمين من أبناء الوطن.