الانتخابات هي الوسيلة الديمقراطية لاختيار ممثلي الشعب ونوابه.. وهي الاسلوب الامثل للتعبير عن العملية الديمقراطية التي نتغني بها جميعاً ونسعي دائماً لتحقيقها.. ونضحي بدمائنا وارواحنا من أجل الوصول اليها. كانت الانتخابات في عهد النظام السابق لعبة للديمقراطية الزائفة.. أما اليوم فقد أصبحت وسيلة ضغط بين أيدي من يزعمون المناداة بالديمقراطية ويتشدقون بالعمل من أجل تحقيقها.. وهم في الحقيقة يذبحون الديمقراطية لتحقيق مكاسب فئوية واكتساب مزايا نوعية جديدة. والانتخابات القادمة تواجه تحديات جديدة.. فالقضاة في معركتهم مع المحامين حول قانون السلطة القضائية هددوا بالتخلي عن الاشراف علي الانتخابات البرلمانية.. وعلي الجانب الآخر أكد المحامون قدرتهم علي الاشراف علي هذه العملية الديمقراطية.. بل وطالبوا بها. أما أمناء الشرطة الذين تظاهروا مطالبين بتخفيض ساعات العمل وركوب وسائل النقل العام ببلاش فهددوا أيضا.. بالامتناع عن تأمين الانتخابات.. قبل تحقيق مطالبهم بزيادة راتبهم. وسبق هؤلاء بعض القوي السياسية والاحزاب بالتهديد بمقاطعة الانتخابات بسبب أسلوب الانتخاب بالقائمة أو الفردي.. وعندما تم فتح باب الترشيح عجزت عن استكمال قوائمها.. وتم تمديد باب الترشيح لتوفيق أوضاعهم.. ولجأ البعض منهم لضم فلول الحزب الوطني لاستكمال قوائمه. كما هدد بعض أعضاء الحزب الوطني بغضبه شديده اذا تم استبعادهم من الانتخابات القادمة.. ودخلوا مستقلين أو انضموا إلي احزاب مختلفة. أما الأغلبية الصامتة فتخشي هذه الانتخابات خوفاً من اعمال الشغب والبلطجة التي تهدد الانتخابات والعملية الديمقراطية لنقل السلطة بصورة سلمية إلي نظام جديد.. لنقل الدولة إلي مسارها الطبيعي. مع كل هذه الصعوبات والعقبات التي تواجه عملية نقل السلطة بصورة ديمقراطية واعادة بناء نظام جديدة يجب علينا أن نتكاتف شعباً وحكومة وجهات مختلفة وطوائف متنوعة لاظهار الصورة الحضارية لابناء مصر والتي تجلت في ثورة يناير وأشاد بها العالم.. وأن نفوت علي المغرضين والمتربصين فرصة العبث بمقدرات الشعب ومستقبل البلد الذي ننتمي إليه جميعاً.. وأن نؤجل مطالبنا الفئوية لاعادة بناء مصر أولاً.. وعندها لن تكون لنا مطالب خاصة لاننا جميعاً نكون حققنا ما نريد وحصلنا علي كامل حقوقنا.