في مجاوزة لظاهرة سرادقات العزاء التي تلاحقنا بها رئاسة اتحاد الكتاب العرب. طالعتنا الصحف بنبأ عن مؤتمر استثنائي للاتحاد بالقاهرة من 23 إلي 26 أكتوبر القادم. يستهدف المؤتمر كما يشير النبأ مراجعة التعديلات النهائية للنظام الأساسي للاتحاد. التي يأتي عدد منها حسب قول المسئولين استجابة للتحديات الثقافية الراهنة التي تتعرض لها الأقطار العربية. نحن لا نعرف الكثير ولا القليل عن التعديلات النهائية المقترحة. التي أخذت من وقت رئاسة الاتحاد مؤتمرين سابقين في العين بالإمارات والقاهرة.. لكننا مازلنا نتابع بيانات التعزية التي يحرص رئيس الاتحاد علي بثها عبر قنوات الاتصال الاجتماعي. اشبه بصفحات الوفيات في الصحف التي يعلن فيها الأهل رحيل فقيدهم.. وإن كان أداء المسئولين عن الصفحة يقتصر علي نشر النعي. وقد تضيف الصحيفة خبراً يتضمن معلومات ببليوجرافية عن الكاتب الراحل بواسطة الانترنت. أؤ من اصدقاء الكاتب الراحل وتلاميذه في هذا القطر العربي أو ذاك. من حقنا. ومن واجب رئاسة الاتحاد. أن يسبق سرادقات العزاء رعاية اجتماعية وصحية. معظم الاعضاء الذين اختطفهم الموت في السنوات الأخيرة. عانوا قسوة المرض وتأثيراته المؤلمة. قبل أن يرحلوا. وتصمت الكلمات التي حاول من خلالها الأصدقاء والزملاء أن تتحقق للأعزاء الراحلين أقصي رعاية ممكنة. الرعاية هي الهدف. هي المعني الجميل الذي يجدر برئاسة اتحاد الكتاب العرب أن تحرص عليه. أما التعبيرات المجانية التي تعقب رحيل كل مبدع. فإنها وأعتذر مجرد ثرثرة كلامية تسم بالمظهرية من تنسب إليه. إنها لا تمثل شيئاً لعلاج المريض. أو حتي التخفيف من تأثيرات المرض القاسية في أحوال العديد من المبدعين. أذكر معاناة المبدعين مجدي عبدالرحيم. عبدالناصر علام. فاطمة الزهراء فلا. شريف رزق. محمد حسني توفيق. محمود الأزهري. حسن النجار. وغيرهم لم تسعفني بهم الذاكرة. خاضوا تجارب مرضية مؤلمة. اكتفت فيها هيئاتنا الثقافية بصمت تعوزه الحكمة بينما كانت الاستغاثات والمناشدات حيلة المبدعين والمثقفين بعامة في الدفاع عن حق الكاتب في الرعاية. وللأسف فإن الاتحاد أغفل بعضهم في سرادقات عزائه. اتحاد الكتاب هو البيت الذي يضم حملة الأقلام بما يمثلون من قيادة ثقافية وفكرية لمجتمعاتهم. وعمل رئاسة الاتحاد سواء علي آلمستوي الاقليمي أو المركزي يمتد فيشمل حق الكاتب في الحياة الكريمة. بداية من منع إجحاف الناشرين. وانتهاء بالغوث الصحي والاجتماعي بعيداً عن صدي الصرخات في الأودية الساكنة!.