"اتركونا في حالنا".. هذا ملخص الرسالة التي وجهها الزوجان "شيري عادل" و"معز مسعود" للإعلام وللفضوليين من عامة الناس. هما مثل أي زوجين تزوجا علي سنة الله ورسوله سواء أعجبك الأمر أو لم يعجبك. ومن الأفضل أن تحتفظ برأيك لنفسك وأن تحترم حريات غيرك وحقهم في الاحتفاظ بخصوصيتهم فليس من المفروض أن تصبح حياتهما مستباحة للجميع لمجرد أنهما نجمان شهيران. الاعلام الخاص علي وجه التحديد تعامل مع واقعة الزواج بمنطق السبوبة فكلما تنشر أسرار أكثر كلما تحقق نسبة مشاهدة أكبر دون النظر الي انتهاك حريات الناس. وللحقيقة والانصاف فان الاعلام الرسمي سواء اذاعة أو تليفزيون أو صحافة لم يسقط في هذا الفخ وتعامل مع الأمر باحترافية ومهنية وربما بتجاهل. الفضائيات والمواقع الالكترونية أتاحت الفرصة لكل من هب ودب ليقول رأيه في موضوع لا يعنيه.. مرة اعتراضاً علي الارتباط من الأساس ومرة أخري باطلاق الشائعات منذ الليلة الأولي للزواج وكلها تدور في فلك الانفصال رغم ان الزوجين قاما بنفي ذلك لكن الفضائيات والمواقع ظلت تمارس دورها في نسج القصص المثيرة ولو من خلال أخبار لا أساس لها. دعك من مسألة "شيري" و"معز" فهي ليست موضوعنا. فقضيتنا تتعلق بالاعلام الذي يفقد كل يوم من رصيده ومصداقيته خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن سواء باعادة البناء أو بالتصدي لهذا الكم الكبير من الشائعات الممنهجة وتمثل التحدي الأكبر أو علي الأقل من التحديات التي تهدد الدولة في الفترة الأخيرة. المؤسف أن هذا النوع من الاعلام الذي يطنطن ويتحدث كثيراً عن المؤامرات التي يتعرض لها الوطن. هو نفسه الذي يفسح مساحات لابأس بها "لاعلام المؤامرة". ولايقول أحد أن الترويج للخلاعة والدجل والشعوذة يخدم المصالح الوطنية أو أنه ليس جزءاً من المؤامرة علي مستقبل الوطن والمواطنين. وبمناسبة تناول الاعلام لقضايا المشاهير. هل تابع القائمون علي قنواتنا الفضائية كيف تعامل الاعلام الانجليزي مع أزمة أو مشكلة النجم المصري محمد صلاح الذي تم تصويره وهو يتحدث في الهاتف المحمول خلال قيادة السيارة؟!.. الجمهور رغم أنه يعشق "صلاح" كان أول من أبلغ ادارة نادي ليفربول عن المخالفة المرورية والنادي أسرع بإبلاغ الجهات المختصة والأهم كان دور الاعلام الذي لم ينسج قصصاً من الخيال أو يتدخل من قريب أو بعيد في صلب الموضوع.. فقط أعلنوا ما حدث دون زيادة أو نقصان. وأتصور أن الأمر لو كان عندنا لأعطي زملاؤنا في الاعلام الرياضي درساً لكتاب الدراماً في كيفية صناعة الحبكة وقدموا لنا حكايات لاتنتهي. بالحديث عن مشاكل "وهمية" بين النجم ورجل الشرطة أو السعي لعمل مصالحة وتسوية الأمر بين الجانبين و"يا دار ما دخلك شر"!! هم لديهم قانون حاسم وقدر من المهنية لا يترك المجال للشطط أو الخوض في أعراض الناس.. ونحن لدينا نجوم في الفضائيات تضخمت ذاتهم حتيپ تصوروا أنهم أكبر من القانون!!پ [email protected]